عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الإستمرار فى الإدارة (مدعاة للفساد !!)

الإستمرار فى الإدارة (مدعاة للفساد !!)

بقلم : د. حماد عبدالله

هذه الجملة أتذكر أول مره نطقت بها واصفاً وضع للإداره حين إستقرارها ،أو طيله مدتها ، بمقولة إستمرار(الماء ، والدم ، والإدارة )تولد العفن.



كان وصفى هذا فى إجتماع مع المرحوم الرئيس محمد أنور السادات فى قصر "الكورينالى" فى روما عام 1976، مع إتحاد الطلاب المبعوثين فى إيطاليا ، فكانت كلمتى لسيادته الله يرحمة فى وجود هذا التجمع ، والذى شهد عليه زملائى أعضاء البعثة التعليمية وأغلبهم الأن أساتذه متفرغون بالجامعات المصرية .

وكان حديثى للمرحوم "السادات" واصفاً له حال الإداره المصرية فى الخارج ، حيث رئيس الأكاديمية المصرية فى "روما" ، ظل فى موقعة أكثر من خمسه وعشرون عاماً ، فأنشأ مستعمرة لحسابه الخاص (الله يرحمه) وكذلك السفير المصرى فى "روما" حينما بقى فى منصبه أكثر من خمسة عشر عاماً ، فأصبحت السفاره المصرية ( عزبه لسيادته) ، حتى مندوب شركة "مصر للطيران" فى "روما" ، كان فى منصبه منذ أكثر من عشرون عاماً ، فكانت الشركة المصرية فى مقرها فى "روما" شبه شركة قطاع خاص لسيادته !!، وأتذكر المعاناه التى كان يعانيها الشباب المصرى سواء  على مستوى الإداره العامة للبعثات ، أو المواطنين المصريين الذين لهم خدمات يقضونها فى تلك المؤسسات الوطنية المصرية خارج الأرض المصرية .

وكان رد الرئيس "السادات" (الله يرحمه) بأنه" ورث جبال من الحقد" ، وأمتدت أذناب مراكز القوى التى قضى عليها (على حد قوله) فى 15مايو1971، إلى الخارج ، وأنه يعتمد على أبنائه الشباب ( أى نحن) لكى نعينه على إداره البلاد والنهوض بها بعد إنتصار أكتوبر 1976 الذى حققته القوات المسلحة المصرية ، وأن مصر تعيد بناء مستقبلها ، وأنه فى إحتياج لعودتنا إلى أرض الوطن للمساهمة فى بناء "مصر" الحديثة" ، ولقد صدقنا وكنت من أكثر الناس تصديقاً لما قاله حينما أخذ معه على الطائره كل هؤلاء المسؤلين الذين (عفنوا) فى مناصبهم فى روما !!

وكنت ضمن الذين عادوا إلى "مصر" لكى يشاركوا فى البناء .

وأعود إلى هذه الجمله مرة أخرى ,فقد قمت بترديدها فى الحزب الوطنى الديمقراطى (المنحل) حينما كنت عضو باللجنه الإقتصادية!!حينما رددت أكثر من مرة بأن "الإستمرار يولد العفن ويولد الفساد" , بل كتبت أكثر من مقال فى جريدة "روزا اليوسف" عن العيوب الخطيرة التى تتولد نتيجه إستمرار الإدارة فى موقعها أكثر من اللازم , تحت عنوان(مناصب شاخت فى مواقعها)وللأسف الشديد أننى وقعت فى نفس الخطأ حيث تركت فيما يخصنى من "عمل خاص" إدارات فى عدة جهات مدد طالت ، وبثقه عمياء منى وإحساس بأن الحياة تحتاج إلى بعض التنازلات عن بعض التصرفات التى قد لا تسيىء إلى شخص أو إلى مؤسسة أو إلى مصداقية عمل مهنى!!

كنت أغض الطرف عن بعض المظاهر التى إذا تم التركيز عليها فسوف تقودنى إلى أعراض الفساد المستشرى فى المؤسسة ،فساد ينموا ,وتسيب يزداد توحش , مما أدى إلى فقد للقيم المحترمه , أو لقيمة للعمل !!

وقعت فى نفس ما كنت أوجه إليه أصحاب القرار فى الحياه السياسية أو الإدارية بأن يعيدوا النظر ,وأن يغيروا فى هذه الأنظمة التى تسمح بإستمرار المدير أو الوزير أو السفير أو حتى رئيس الدوله إلى أكثر مما هو مقرر له دستورياً !!

وقعت فى عملى الخاص بأن تركت الإدارة أطول مما ينبغى ,وتوحشت حتى أن كل ما كان يجب أن يكون ,أصبح فى خبر كان أو كاد!!

ولا زلت أنادى بأن الاستمرار فى الإدارة سواء على مستوى الدولة أو المؤسسات الدستورية ,حتى محل بقاله أو كافيه !!ضرره بالغ أكثر منه فائدة على العمل أو على حتى المستمر فى عمله ,فالإدارة كالدم والماء والهواء ,حينما تفسد ,أو تطيل عمرها ,فهى ,إما متجلطه أو فاسدة أو راكدة!!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز