عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عزيزى سانتا

عزيزى سانتا

بقلم : غادة كريم

أكتب إليك رسالتى كل عام محملة بالكثير من الأمنيات ولكنى هذا العام أدركت معنى لكلمة جديدة فى قاموس حياة البشر وهي " القهرة"، بالأمس احترقت أصابعى وكنت اتألم كثيرا، وأنا أنظر إليهم تذكرت أن شىء ما بداخل قلب كل انسان يحرقه فيمر بهذا المعنى " القهرة" وهو حرقة القلب.



هذا العام رأيت الكثير من البشر المقهورين .. الرجل الذي يعمل فى وظيفة ربما لا يحبها ولساعات طويلة ليكفل حياة كريمة لأسرته، المرأة التى تختار في صباح كل يوم اختيار لا يسعدها ولكنها تفعل هذا لأنه يسعد اطفالها، البشر الذين يذهبون لشراء ملابس جديدة فيجدون أسعارها باهظة فيكتفون بشراء الملابس فقط لأطفالهم، والذين أصبحوا هذا العام يشترون نصف الطعام لثلاجتهم ولا يجدون ثمن الدواء لأجسادهم المريضة وأحيانا لا يجدون الدواء نفسه وكل الذين سافروا لبلاد بعيدة بحثا عن مستقبل أفضل ليكسوهم الشتاء من الخارج وتتراكم الثلوج فى زاوية القلب من الحنين. لماذا من أحبوا بشدة خذلوهم وتخلوا عنهم من أحبوهم تحت مسمي القدر، لماذا لم يقدم الكون لهم سوى روعة الحب ولوعة الرحيل، كل البهجة تبدو هزيلة فى غيابهم يا عزيزى هذا العام !

وهناك عذاب الموت، أن تشتاق لشخص سافر للسماء ولا يجيب ابدا مهما حاولت الوصول إليه، يرحلون بجزء من حياتنا معهم ونعيش نحن نصف حياة !

..ونفتقدهم في كل عام أكثر. المرض .. الظلم .. الغربة .. الحنين .. الخذلان .. التضحية .. الفقر .. الضعف .. الموت .. كلها وجوه عامة لمسمي واحد " القهر" نحن جميعا نعيش حالة من الاختيارات السيئة كلها مدفوعة الثمن من رصيد قلوبنا، كل البشر ياعزيزى مقهورين من الحياة ويقهرون بعضهم البعض، لا أريد أن أتمنى شىء هذا العام سوى أن تحمل الأيام القادمة لنا المزيد من السعادة والحرية والقليل من وجوه القهر. وتبقى دعوتى دائما " اللهم لا تغيرعلينا الحال الا لأحسنه " ..آمين

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز