بقلم
ألفت سعد
تسعة أعشار مشاكل مصر فساد
12:00 ص - السبت 31 ديسمبر 2016
بقلم : ألفت سعد
لنا أن نتخيل كم الأموال التى يمكن أن تستعيدها الدولة اذا أحكمت قبضتها لكشف الفساد المتغلغل فى كل خلايا و مفاصل البلد .. فرغم هول جريمة الرشوة المتهم فيها مسئول ادارى فى مجلس الدولة و الذهول الذى أصاب المواطنين من رؤية ملايين الجنيهات و الدولارات و اليورو و الريالات و تحول منزل المجرم الفاسد الى بنك كبير إلا ان ذلك يدلل على تنامى الفساد بشكل لا يعد و لا يحصى و أن وراء هذا الرجل شخصيات أخرى فى مراكز مرموقة و أن جرائم الفساد أصبحت مقننة لها لوائح و أسس و قواعد و أصبحت ركن أساسى فى أى صفقات أو مناقصات أو مزايدات .
تربع عرش الفساد و تغلغله لم يأت فجأة فطوال سنوات حكم مبارك ظل يكمن و يكمن ثم يتكاثر و يتكاثر حتى تحول الى خلايا سرطانية تنمو بشكل متوالى و جاءت ثورة يناير المزعومة ليستغل المفسدين انشغال الدولة و الشعب بالثورة و السياسة و النشطاء و المؤمرات الخارجية و ينشب الفساد أظافره و اسنانه فى لحم و قوت المصريين كاشفاً عن وجهه السافر القبيح .
و أظن أن المعركة الأساسية التى تواجه القيادة السياسية هى محاربة الفساد الذى يضم أباطرة موجودين للأسف فى كافة المجالات حتى السيادية منها و ان الرقابة الصارمة يمكن أن تحد من توحش الفساد و تعيد حقوق الشعب و الدولة و لا أدل على ذلك المليارات التى عادت للدولة من الأراضى التى تم الاستيلاء عليها بمساعدة الفاسدين فى الحكومة و تم شرائها بجنيهات معدودة و بيعها بملايين و ملايين خاصة الأراضى المستصلحة التى أعدت للزراعة فتحولت الى عشرات من الكمومبوند و بدلاً من استغلال المياه الجوفية فى الاسترزاع تم استنزافها فى حمامات السباحة هذا غير عمولات و رشاوى بالملايين لتسهيل مشروعات مضروبة كلها من عرق و دم المصريين .
الحرب على الرئيس السيسى ليس فقط من الاخوان أو الجماعات المتأسلمة أو الدول الخارجية و لكنها من أباطرة الفساد فى الداخل و هم للأسف كثر و داخل الحكومة و لن يتخلّوا عن جرائمهم إلا بكشف القضايا الواحدة تلو الأخرى بلا انتظار أو هوادة و ادخال القضايا ضمن جرائم أمن الدولة العليا حتى يتسنى إصدار أحكام قضائية رادعة و سريعة لعل البعض منهم يرتدع و يتوقف عن نهب الدولة و الشعب .
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز