عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عام مابعد الخراب !

عام مابعد الخراب !

بقلم : د. طه جزاع

 في كتابه الفخم " الاعلام الجديد.. الحرية والفوضى والثورات " يقدم لنا الدكتور ياس خضير البياتي، عملا متكاملا في 520 صفحة من القطع الكبير،هو بمثابة الموسوعة التي لا تترك شاردة ولا واردة في المفاهيم الاعلامية الجديدة من دون ان تخضعها لمنهجيته في البحث والشرح والتوضيح وسوق الأمثلة، باسلوبه الممتع الذي يمزج بين قلم الكاتب الصحفي البارع والاكاديمي الرصين،ومعالجته الدقيقة لموضوعات ومفاهيم هذا الاعلام، وصفا وتحليلا واستقراء، في بابين واسعين هما " عصر المجتمعات الرقمية " و " دولة الاعلام الجديد " .



ان الاعلام الجديد – كما يقول البياتي – والذي يطلق عليه البعض " ديمقراطية المهمشين " سنشهد صعوده بوتائر متسارعة في ماهو قادم من الأيام ، اعلام ليس فيه لاعبون ومشاهدون، بل الكل فيه لاعبون ،سواء كانوا محترفين أم هواة ، من الصفوة أو المهمشين .

اعلام يقوم بكل الأدوار المتوقعة وغير المتوقعة، لا موانع تحده أو سقف يحول دون صعوده ، مثلما لا يتطلب أموالا كثيرة أو تقنية عالية . وبدون شك – والكلام مازال للبياتي – فأن المشهد العام لهذا الاعصار الجديد ينبىء بمتغيرات خطيرة ، ايجابية وسلبية ،لأن الاعلام الجديد أسس له دولة افتراضية جديدة بلغت بلايين من البشر يختفون وراء الشبكات الاجتماعية .

والكتاب الصادر عن هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام يضم بين جنباته ثلاثة عشر فصلا توزعت بين مفاهيم عصر المجتمعات الرقمية ومفاهيم دولة الاعلام الجديد وهي كالاتي : الاتصال من الاشارات الى عصر الاختراعات الرقمية،مجتمع المعلومات وصناعة المعرفة ، بيئة المجتمعات الرقمية ، الصحافة الالكترونية والحبر الرقمي ،التسويق الالكتروني وحروب المال ،الحروب الالكترونية : الاشتباك في عصر المعلومات ،الاعلام الجديد والاعلام التقليدي : مقاربات التعايش والاختلاف ، الاعلام الجديد : النظريات والتأثير ، الشبكات الاجتماعية وتغريدات الفيسبوك والتويتر ، اعلام الهاتف المحمول : نجم المستقبل ، تسونامي الربيع العربي وجمهورية الفيسبوك ، العرب وصدمة الاعلام الجديدة : رؤية مستقبلية ، خلاصة الافكار: اكتشاف المستقبل .

وتحت عناوين هذه الفصول عالج الباحث الكثير من التفصيلات المهمة والمثيرة والتي تطرح العديد من التساؤلات حول المجتمعات الرقمية والاعلام الجديد،والأهم من كل ذلك مدى توظيف الدول العربية لهذه الثورة الرقمية في خدمة شعوبها،وتقليص فجوة التقنية ،والمشاركة في صناعة المعلومة ،وتعميق الديمقراطية في الحياة ،وتطوير التعليم وتفعيله،ومصارحة الذات ونقدها،وتوعية الشباب وتبصيرهم بأهمية العلم، فالخطر – على حد تعبير المؤلف – سيبقى قائما ،بانتظار ما يفعله العرب في مواجهة تحديات العصر الرقمي .

هذا الكتاب الجديد للدكتور المثابر ياس خضير البياتي،يدق ناقوس الخطر لينبه كل الذين مازالوا يضعون حجابا بينهم وبين معطيات العصر الاعلامي والثورة الرقمية ومفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير،ولا سيما في المنطقة العربية،وقد طرق البياتي عدة طرقات على هذا الناقوس على شكل أسئلة مهمة لعل في مقدمتها السؤال الاتي : ما الذي ينتظره العرب من مستقبل في عصر " تسونامي " الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، هل سيشهد العام الجديد الذي يبدأ يوم الأحد 1 / 1 / 2017 شيئا من الهدوء في الشارع العربي؟ وهل ستشهد المنطقة العربية المزيد من الانفتاح على الحريات ، ام انها ستشهد " فوضى ترامبية - بوتينية خلاقة " ستنتشر في جميع المدن العربية بدون استثناء تحت راية " ديمقراطية المهمشين " ؟ قولوا معي : رب إجعلها سنة خير ورفاهية وأمن وإستقرار في جميع البلاد العربية التي ذاقت الأمرين أثناء السنوات العشر الأخيرة ، وأن تطمئن قلوب المهمشين وغير المهمشين ، وأن يعود ملايين المشردين والمهجرين والمهاجرين الى بلدانهم ومدنهم ومساكنهم ... مع ان الكثير منها تحولت الى خراب مابعده خراب !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز