فاكر منها حاجة؟!

بقلم : محمد نوار

عندما تحضر محاضرة أو ندوة أو تستمع لخطبة، إسأل نفسك: "فاكر منها حاجة؟"، فمثلاً نحن كمسلمين يسمع المواظب منا على صلاة الجمعة في كل سنة حوالي 52 خطبة، يعني خلال 20 سنة يكون قد سمع أكثر من 1000 خطبة، ومع ذلك لا يتذكر أغلبنا منها شيئاً.

وعند الانتهاء من صلاة الجمعة ينسى أغلب الناس حوالي 95 % من الخطبة قبل الوصول للبيت، وهذه النسبة نتيجة أبحاث قام بها معهد الذاكرة في ولاية ماين الأمريكية، فالإنسان يتذكر 5 % فقط مما يسمعه خلال أي محاضرة أو خطبة، ويتذكر 10 % مما يقرؤه في الكتب والجرائد، ويتذكر 20 % مما يشاهده ويسمعه في نفس الوقت كالأفلام ومقاطع الفيديو، ويتذكر 75 % مما يقوم به عملياً مثل القائه لخطبة بنفسه.

والذاكرة ليست متشابهة عند كل الناس لأسباب جسدية ووراثية، ويحدث النسيان نتيجة العجز عن استرداد معلومة سبق حفظها، فهى موجودة ولكن صاحبها فقد الاتصال بها، ولذلك يتحسن مستوى الذاكرة بحفظ الأشياء بطريقة مرتبة كجدول الضرب، أو مترابطة كقصيدة ملحنة.

ويقرر علماء وظائف الأعضاء أن مكان الذاكرة في الدماغ، وهى تحفظ الأشياء على هيئة صور وتتسع لسبعين مليار صورة، وهذه الصور مرتبة ترتيباً زمنياً، وللذاكرة أنواع منها الذاكرة السمعية، والشمية، والبصرية، وذاكرة للألوان، وللوجوه، وللأسماء، وللأرقام، فالذي تحتاجه كل يوم موجود في أقرب مكان، والذي تحتاجه أقل يوجد في مكان متوسط، والذي تحتاجه نادراً في مكان بعيد، والذي لا تحتاجه يمحى من الذاكرة، ونفس الطريقة تم تقليدها في ذاكرة الكمبيوتر في قراءة واسترجاع المعلومات.
فمثلاً إذا شممت رائحةً وتحاول أن تتعرف عليها، فما الذي يحدث في الذاكرة؟، يمر أثر هذه الرائحة على ذاكرة الشم، وعندما يحدث التوافق تعرف أنها مثلاً رائحة ورد أو ياسمين.
ويبقى الإنسان يتذكر الأشياء التي يهتم بها، ويدعو الله أن يتجاوز عن السهو والنسيان: (..رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..) البقرة 286.