عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أحلامي في عام 2017

أحلامي في عام 2017

بقلم : د. شريف درويش اللبان

مضت سنة 2016 بكل ما لها وما عليها.. دائمًا ما نلوم الماضي ونستبشر بالمستقبل، ربما لأن الماضي لنا معه آلام وآمال .. آلام نالت منا وآمال بعضها تحقق وبعضها تعسر وبعضها الثالث لم يتحقق. من هنا فالماضي دائمًا له عثراته التي نحاول أن نتجاوزها فيما هو قادم من أيام وشهور السنة الجديدة.



وبالأمس فقط دخلنا برجلنا اليمين السنة الجديدة .. سنة 2017، ونحن مفعمون بالتفاؤل والأمل فيما هو آت، وتداعبنا الأحلام والأمنيات الطيبة للكون والعالم ومصرنا الحبيبة ولكل أهلنا وناسنا الطيبين في كل مكان على أرض الوطن.

نعم كانت 2016 سنةً صعبة على الجميع في عالمٍ تملؤه الاضطرابات، ويموج بالإرهاب والعنف والتطرف والحروب المذهبية والفتن الطائفية، كان عامًا صعبًا على أشقائنا في اليمن وسوريا والعراق، ولازالت طلقات الرصاص وأصوات المدافع والعبوات المتفجرة تُسمع في كل مكان في هذه الدول، وكلما شاهدنا ذلك على شاشات التليفزيون تلهج ألسنة أمهاتنا وآبائنا بالدعاء لله الحافظ بأن يحفظ مصر وأهلها من كل شر يحيط بها من كل مكان من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.. مصر أصبحت هى واحة الأمان الوحيدة في منطقة تموج بالاضطرابات وتعصف بها الصراعات والحروب المسلحة.

أحلم لمصر في 2017 أن يتحقق لها الأمن والأمان، وأن يربط على قلوب أبنائها، ويظلون في رباط واصطفاف للحفاظ على هذا الوطن والوقوف في وجه كل من يريد هذا الوطن بسوء، واضعين في اعتبارنا أننا نخوض ثلاثة حروب لا هوادة فيها: حربٌ على الإرهاب، وحربٌ على الفساد، وحربٌ من أجل التنمية والإعمار.   

ولعل ما شهدناه من جهود جبارة في محاربة الإرهاب الذي يتداعى الآن ويلفظ أنفاسه الأخيرة بكشف عناصره وخلاياه، وما رآيناه من كشف لعمليات فساد كبرى غير مسبوقة من قبل جهاز الرقابة الإدارية لهو خير دليل على أن الإرهاب والفساد وجهان لعُملة واحدة.. عُملة رديئة لن تجد لها سوقًا في وطن جديد يعمل على ترسيخ حقوق المواطنة وقيم النزاهة والشفافية.

ولأننا نحن المصريين من حقنا أن نحلم لبكرة القريب والبعيد، فيجب أن نفخر بأن لنا يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح، يدٌ تحارب الإرهاب والفساد، ويدٌ تمتد بالبناء والتشييد لمشروعات تنموية وقومية عملاقة تضع مصر على خريطة المستقبل بعاصمةٍ إدارية جديدة ومليون ونصف المليون فدان وتطوير العشوائيات واكتشافات بترولية جبارة ومصانع بتروكيماويات جديدة ومزارع سمكية عملاقة.

أكاد أشم رائحة المطر، والمطر يأتي مع زخاتها الخير، ربما تحمل المصريون الكثير من شظف العيش، ولكن أشعر أن القادم أفضل، فالاصلاحات الاقتصادية والتي تمثلت في تحرير سعر العملة بدأت تُؤتي بعضَ ثمارها والتي تمثلت في حصر التعامل على العملات في البنوك مما أدى إلى توجيه ضربة قاتلة للسوق السوداء، وهو ما أدى إلى بيع مليارات الدولارات للبنوك، كما بدأت تحويلات المصريين في الخارج تتدفق على القطاع المصرفي الرسمي بعيدًا عن الشركات المشبوهة ومَنْ وراءها ممن لا يريدونَ الخيرَ لمصر، وثمة اتفاق مصري روسي على عودة السياحة الروسية لمصر في القريب العاجل، كما بدأ السائحون من دول أخرى يفدون إلى مصر بأعدادٍ لا بأس بها.. كل هذا يبعث ببشائر الأمل في النفوس، ويعطي دفعة للجنيه المصري أمام العملات الأجنبية في الشهور القادمة.

أحلم في 2017 بأن نقدم للعالم نموذجًا يُحتذى في الإعلام الواعي والتوعوي والتنموي الذي لا يحرض ولا يقدم السواد للناس .. نريد إعلامًا يتبنى صناعة الأمل .. واستنهاض التفاؤل ومناخ العمل.. إعلامًا يضئ لنا الطريق حتى لا نلعن الظلام .. إعلامًا يبتعد عن التزييف وقلب الحقائق ونشر الشائعات.. إعلامًا محترمًا يحترم عقولنا ووطننا الذي نؤمن به.. إعلامًا ملتزمًا مسئولاً لا يعاني من أعراض الانفلات والفوضى غير الخلاقة .. أحلم بعودة إعلام الدولة إلى ممارسة دوره الوطني في مساندة الدولة المصرية في أصعب الأوقات والأزمات التي تواجهها. ولأن لكل حلم آلياتٌ لتنفيذه، فإنني متفائل بإصدار قانون التنظيم المؤسسي للإعلام بهيئاته الثلاث التي ستعيد الأمور إلى نصابها في كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع والإلكتروني.

إن أحلامي لمصر كبيرة وكثيرة بقدر حبي وعشقي لتراب هذا الوطن.. وأتمنى أن يكون عام 2017 هو عام تحقيق الأحلام .. سواء أحلامي أو أحلام كل من يحبون هذا الوطن ويبذلون كل مرتخص وغالٍ من أجله حتى لو كانت أرواحهم الطاهرة ودماؤهم الذكية.

إن عام 2017 سيثبت بإذن الله أن الأحلام ما زالت ممكنة ما دام لنا وطنٌ آمن نعيش فيه ويعيش فينا.. وطنٌ نعيش له ونموت من أجله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز