عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أجيال المصريون المحدثون!!

أجيال المصريون المحدثون!!

بقلم : د. حماد عبدالله

بالأمس تحدثت في عمودي عن مصر والمصريين وحينما بدأت الكتابة كانت النية متجهة للحديث عن تلك الظاهرة التي تميز بها المصريون دون غيرهم ، وهي الإستنفار أمام الأحداث الكبيرة ، والتجمع كرجل واحد وكإمرأه واحدة دون تفرقه في عقيدة أو رتبة إجتماعية أو ثقافة ، الجميع يتوحد حينما يصيب بلدنا مصاباً أو مصيبة !!



والتاريخ يقول ذلك ففي هجوم فيضان النيل على الوادى قبل إنشاء السد العالي ، كان المصريون يتجمعون لصد الفيضان في الوادي ، وكان سكان المناطق العالية يستضيفون سكان "جوار النهر "حتي إنكماش الفيضان  !!وفي الحروب ، شاهدنا ورصدنا ذلك في العصر الحديث في حرب أكتوبر حينما وقف شعب مصر كله خلف قواته المسلحة ، لم تسجل حادثة سرقة أو مشاجرة واحدة طيلة أيام الحرب!

وفي حرب 1967 ، إستضاف المصريون أهل مدن قناة السويس ، وشاركوهم مصابهم ، وفي حرب 1956 ، كنت طفلاً ، ووجدت في بيتي أسرة من بورسعيد بأطفالها إستضفناها في منزلنا ومنازل أقاربنا ، وكل المصريون هبوا للمساعدة ، وأمام الحوادث الناتجة من الطبيعة "كالزلازل والسيول" ، هذه التجمعات الرائعة التى تدعوا فى برامج الفضائيات حيث يتجمع المصريون من كل الإتجاهات ومن كل الطبقات ومن كل المشارب فى المجتمع من (رجل وإمرأه) من البسطاء إلي كبار رجال الأعمال والصناعة ، لكي يكونوا قوافل للخير محملة بكل إحتياجات المنكوبين أثناء أحداث السيول، هذا المشهد المهيب ، حينما تخرج القوافل فى إتجاه المناطق المنكوبة  ، توقفت ، ورأيت أن أكتب بأن هذا هو العادي والطبيعي في شعب مصر الشعب الذي لا يضاهيه أحد من شعوب العالم نحن فقط نحتاج للمبادرات لكي نتجمع كلنا حول الخير .

-ولعل بإسلوب ( أشمعني ) تتحرك كل قوى الخير فى كل مدن "مصر" حينما يكون هناك مصاب فى أى مكان بالمحروسة ، كل المدن وكل البلاد في طول مصر وعرضها يتحرك المتبرعون  للتنظيم والنقل والمساعدة والتوصيل ، لكي يكون هناك أكبر قوافل في تاريخ "مصر" المعاصر لتنقل ، حب المصريين و كرمهم ، وعطائهم لأخوانهم المنكوبين .

-وكذلك الإلتحام الذى حدث بين المصريين جميعاً (أقباط مصر المسلمين والمسيحيين) فى حادث "الكنيسة البطرسية" الذى وقع منذ ايام قليلة والذى اثار غضب وشجون الشعب كله حزناً على ما حدث والذى راح ضحيته حوالى 25 مصرى بلا ذنب يذكر نتيجة افكار هدامة " وعقول خربة" لايصلح سوى ان تقول فيها (حسبى الله ونعم الوكيل).

هكذا هي مصر ، وهكذا هي بلادنا ، لا تخيب أبداً أمام الكوارث سواء كانت طبيعية أو من فعل الإنسان ، ، هذا هو شعبي ، شعب مصر المحترم علي طول تاريخه!  

   [email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز