عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اقلب الصفحة...

اقلب الصفحة...

بقلم : أمل حجازي

ساعات ونستقبل عاما جديدا؛ ونطوي صفحة قديمة من كتاب حياتنا ونفتح أخرى جديدة، نفتحها وكلنا شوق لمعرفة ماذا يخبئ لنا القدر في طياتها، تماما مثلما نقلب في صفحات كتاب مشوق نقرأه، فتأخذك كل صفحة في رحلة منفصلة إلى عالم جديد. فهل أنتم مستعدون؟ هل أنتم مستعدون لفتح صفحة جديدة مع كل تفاصيل حياتكم؟ ليس صعبا أبدا أن تقلب الصفحة وتستقبل العام الجديد المهم أن تستقبله بقلب جديد وبروح شابة.



صفحة عملك:

تأكد تماما وأنت تبدأ عامك الجديد أنك تحب ما تعمل جيدا، فأنا لا اعترف بمقولة " حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب ". بل أميل لتصديق مقولة " اختار عملا تحبه ولن تضطر أن تعمل يوما في حياتك"...نعم، فلو قمت بعمل تحبه فلن تشعر ابدا إنك تعمل، ستكون كالهاوي العاشق لعمله، ولكم أن تتخيلوا ما قد يفعله هذا العاشق بعمل يعشقه!

صفحة عمرك:

هل يجرى منك عمرك وأنت تلاحق الدنيا؟ هل يمر الوقت وعندما تنظر في المرآة ترى شخصا آخرا بالكاد تعرفه؟ لا تستقبل العام الجديد وأنت مثقل بهموم العام الماضي، حاول أن تتخلص منهم في أقرب فرصة. حب نفسك أكثر مما تفعل الآن، فعمرك لا يقاس بالسنوات التي تمر بل باللحظات السعيدة التي عشتها، فاحرص أن تقضيها مع من تحب وكما تحب.

صفحة أصدقائك:

يزداد العدد في قائمة أصدقائك على " الفيسبوك"، كما يزداد عدد متابعيك على " تويتر"، ويلاحقك كل يوم المزيد من الناس على " انستاجرام" ولكن هل تنبهت أنه لا أحد صار يتابع أخبارك في الحياة الحقيقية؟ أن لا أحدا صار يهتم لأمرك حقا؟ لم يعد حولك مجموعة الأصدقاء تلك التي كنت تنسي نفسك معهم، تنسي الوقت معهم، بل وتنسي الدنيا برمتها وأنت معهم! في السنة الجديدة افتح صفحة جديدة مع اصدقائك الحقيقيون، فهم كل ما تحتاجه في سنوات عمرك القادمة.

 صفحة العائلة:

تفرعت شجرة العائلة؛ زاد العدد ولم تعد تتذكر " ابن عمتك ثريا خلف كام ولد!" أو " اسم بنت أبن خالك سمير!!"  فأنت بالكاد تراهم. وغالبا ما تراهم إما في فرح أو في عزاء، أو ربما بالصدفة. كلنا نحتاج أن نعيد فتح صفحة العائلة هذه، بل ووضعها في بداية صفحات السنة الجديدة. فالعمر يجري وننشغل جميعا بالحياة، ولكن لا شيء يعوضنا عن دفء العائلة مهما باعدتنا الظروف.

صفحتك الشخصية:

وها قد وصلنا إليك أنت. انت أساس كل تلك الصفحات السابقة، فمن غيرك سيهتم بها؟ تلك الصفحة التي تتقن قلبها بسرعة عندما يأتي وقتها. فتهمل صحتك، تهمل وقتك الخاص جدا، تهمل أكلك، والنتيجة إنسان يكبر ولم يعد يستمتع بأي صفحة من صفحات حياته؛ بات يقلب في صفحات كتابه بلا " مزاج". أخلق وقتا لنفسك كل يوم، استمتع فيه بأي شيء ولو صغير، حتى لو كان قطعة الحلوى المفضلة لديك، حتى لو كان فنجان القهوة في المقهى المجاور للعمل. صدقني " نفسك " ستقدر كثيرا ما تفعله من أجلها وسترى النتيجة.

صفحة القلب:

سوف لن تقدر بمفردك على هذه الصفحة؛ فرضيت أم لم ترض فلقلبك الكلمة الأخيرة. فقلبك يتغير حاله عندما يدق، تلك الدقة التي يتغير بها رسم القلب الخاص به، فتظهر خطوطه متشابكة وتتحرك صعودا ونزولا في انسجام وكـأنها تعزف موسيقى. الدقة التي تلتقط فيها أنفاسك بصعوبة عندما ترى حبيبك أو تسمع صوته، تلك الدقة التي تقلب كيانك وتنتفض معها روحك، ومع كل ذلك، فهو التعب اللذيذ!  بالطبع تحتاج لشريك ليشاركك هذه الصفحة، فأبحث فورا عن حبيبك! اهتم بقلبك جيدا فهو المفتاح لكل أجهزة الجسم الأخرى. فعندما نقع في الحب ينعدل ميزان الأمور حتى لو لم تكن بحاجة لأي اعتدال، لكن لا أعرف كيف يبدو كل شيء كامل وتماما في مكانه الصحيح فقط عندما يدخل الحب حياتك!

صفحة فارغة:

ستحتاج حتما إلى عدة نسخ من هذه الصفحة في عامك القادم. تلك الصفحة البيضاء التي تنتظر فارغة حتى تكتبها أنت كما تشاء. سوف يجهز لك القدر الأدوات والألوان والأقلام وعليك أنت فقط أن تجيد الكتابة والرسم. أحب أنا كثيرا هذه الصفحات البيضاء، فهل يوجد أجمل من أن تكون حرا؟ فتارة ألهو من كل قلبي كالأطفال الصغار وأفعل ما يحلو لي، فتمتلأ صفحتي بالمرح والذكريات الحلوة فقط! وتارة أفقد عقلي وأنا أحبك، فأحن، واشتاق، وأذوب عشقا وأعود وأحبك أكثر ولا يحاسبني أحدا! وتمتلأ أيضا صفحاتي الفارغة بكثير من الأعمال والأشغال التي أختارها أحيانا وتختارني هي أحيانا أخرى. وهكذا مع نهاية كل سنة تكتمل كل صفحات كتاب حياتي؛ بالحب والفرح، بالقلق والحزن، بالألم والوجع، بالشوق والحنين؛ وكلما اختلفت مواضيع الصفحات كلما كانت الحياة أكثر متعة وإثارة. فكيف لك أن تعرف طعم الفرح دون أن تتذوق طعم الحزن؟ أو كيف يكون للنجاح معنى لو لم تجرب مرارة الفشل؟

العام الجديد مثل الحفل الكبير الذي يقام كل عام في نفس الوقت، كن متأكدا من قائمة المدعوين، أدعو فقط من يستحق أن يكمل معك المشوار، ادعو فقط من يجلب السعادة واستبعد كل المحبطين وسارقي الفرح...وها قد بدأ عام جديد... أقلب الصفحة من فضلك!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز