عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شر المستخبي!

شر المستخبي!

بقلم : عاطف حلمي


الفرق بين الصادق والمحتال خيط رفيع تضيع معالمه في مجتمع يعاني الجهل والفقر، وفي هذه الحالة يكسب المحتال المعارك ويترك الصادق يعاني وحيداً في ركن حلبة الحياة يتلقى الضربات من جهلاء يظنون أنهم يؤدون خيراً لوطنهم ومجتمعهم.
 
الإنسان والحيوان
 
الفرق بين الإنسان والحيوان، أن الإنسان له تاريخ يحفظه ويعي دروسه ولا يكرر أخطائه بينما نرى حيوانا مثل الفأر يدخل المصيدة منذ مئات السنين وسيكرر الأمر مراراً وتكراراً دون أن يستفيد من دورس تاريخ المصيدة.
 
الديمقراطية
 
الفرق بين مجتمعاتنا والمجتمعات المتقدمة، أننا نظن أن الإنتخابات هي الديمقراطية، ونجهل أن هناك مؤسسات وقواعد للدولة الديمقراطية ليس لدينا منها ولو حد الكفاف، والنتيجة أن يكون لدينا مجلس نواب مثل مجلسنا المهيب الطلة، وحكومة مثل حكومتنا الشمطاء.
 
وجهة نظر
 
الفرق بين مجتمع متحضر وآخر جاهل، أن الخيانة في المجتمع الجاهل تتحول إلى وجهة نظر، والبيع والتفريط في الأرض والكرامة تكتيك سياسي، وإدارة الظهر للوطن عن عمد سوء إدارة حكومية، حتى أصبحنا في متاهة تخيم عليها غيوم الجهل السوداء، وبات من يحاول أن يشعل قبساً من نور الحرية خائن وإبن خائن.
 
حرية العقل
الفرق بين الحرية والغوغائية، ليست في حرية الإختيار ولا التعبير ولكن في حرية العقل والتخلص من مستنقعات جهل تقودنا من مستنقع إلى آخر، وما أكثر الحناجر المسمومة التي لاتتوقف عن تزيين الأخطاء من أجل إلهاء الشعوب عن حقيقة ما يحاك لها.
 
الخبز والدواء
 
الفرق بين الأمم المتحضرة وشعوبنا، أنهم يدفعون الغالي والثمين من أجل كرامة الإنسان، في حين نلهث طوال العمر من أجل رغيف خبز أو حبة دواء حتى بات هدفنا مجرد البقاء على قيد الحياة.
 
انتحار
 
الفرق بيننا وأي شعوب متقدمة أنهم ينتحرون من كثرة الرفاهية ونحن نصمم على البقاء أحياء على حافة الحياة ونشكر من يدوسون على رؤسنا لأنهم لم يقتلونا بعد.
 
هوية
 
الفرق بيننا والشعوب الكاملة الأهلية، أنهم شعوب لديهم هوية ودولة وطنية ونحن لانزال في القاع نبحث عن أشلاء دولة وهوية ضاعت بفعل فاعل عمد إلى تجريفها وتركنا عراة في مهب ريح وعواصف هوجاء.
 
الانتماء
 
الفرق بيننا والشعوب المتقدمة، أنهم يشعرون بأن كل شبر في الوطن ملكاً لهم فلا تقل نظافة شوارعهم عن نظافة بيوتهم، بينما نشعر نحن بأن الوطن ليس وطننا بل نعيش فيه ضيوف غرباء، وبقدر نظافة بيوتنا من الداخل بقدر قبح العمارات والبيوت من الخارج، وبقدر تراكم القمامة والمخلفات والمطبات في شوارعنا، أو بمعنى أدق "شوارع الحكومة" كما نعتقد في عقلنا الجمعي الباطن.
 
العقل والنقل
 
الفرق بيننا وبين اشقائنا في كوكب العالم المتقدم، أنهم يعلون من قيمة العقل والنقد والإبداع ونحن لانزل غارقين من الرأس حتى اخمص القدمين في مستنقع النقل والتكفير، يلف بنا محيط ضخم من الجهل والفساد والقهر بكل أنواعه، هم ينظرون ويحلمون بالمستقبل ونحن نموت حنيناً إلى الماضي في أسوأ حالاته.
 
مستقبل
 
الفرق بيننا وبينهم أنهم يحتفلون بحلول عام جديد من كل قلوبهم، ونحن نضع أيدينا على قلوبنا وسيف المستقبل الكالح السواد مصلت على رقابنا، فهم يتفاءلون بالغد ونحن نخشى "المستخبي"، وما أدراكم ماذا تخبىء لنا 2017.
أعذروني ... حاولت أن اكتب عن عام جديد جميل فلم أجد ما أكتبه سوى تلك السطور الحزينة.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز