عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أوراق مُتساقطة

أوراق مُتساقطة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

ما أصعب أن يتساقط ورق الشجر ، ورقة تلو الأخرى ، حتى تخلو الشجرة من وُريقاتها ، ويجد الفرع ذاته خالٍ بلا أوراق ، وهذا ما يُسمى بالخريف ، ولكن في الحياة قد تتساقط أوراق الشجرة في حياة الإنسان ، رغم أنه قد يكون في ربيع العمر ، وللأسف أوراق الشجر ، هم البشر الذين يعيشون معه ، أو على الأقل يتواجدون في حياته ، وليس المقصود بتساقطهم "وفاتهم" وخروجهم من الحياة بوجه عام ، ولكن خروجهم من حياته هو بالأخص ، فهذه حقًا لحظة قاسية ، حينما يجد الإنسان نفسه قد سقطت جميع أوراقه ، ولا يوجد شخص يحيا على فرعه ، وهذا عادةً ما يحدث عندما يكتشف أنه كان يعيش مع وجود ترتدي أقنعة تُخفي بها حقيقتها ، وعندما تسقط تلك الأقنعة ، تظهر الحقائق ، فلا يستطيع أن يحيا معها ، أو يتعايش بجوارها ، فيُقرر سقوطها عن فرعه وغُصْنه ؛ حتى لا يُصاب بمرض الازدواجية ، ولكن هل سقوط أوراق الشجر شعور مُؤلم حقًا ، أم أنه بداية التوازن النفسي ؟!



أظن أنه مُجرد سقوطها في حد ذاته يؤلم ، فالإنسان عندما يتخذ قرارًا بخروج بعض الأشخاص من حياته ، يشعر بشيء من الغُصَّة ، رغم قناعته بصواب قراره ، فالعِشْرة والمواقف والأحاسيس يكون لها صدى عليه ، مهما تظاهر بتجاهلها ، ولكن سيكون البديل هو التعايش مع من لا نعرفهم .

وما أصعب أن يحيا الإنسان مع أشخاص يعرفهم بأشكالهم ويُنكرهم بسماتهم ، فهذا هو منتهى التناقض ، لذا يكون قراره بسقوطهم من حياته إلى الأبد ، هو الحل الأمثل والأجدى  ؛ حتى لا يضطر إلى الاتصاف بالرياء أو التجمل .

فإذا كان سقوط أوراق الشجر مُؤلمًا ، فأظن أن سقوط الإنسان من نظر نفسه أشد إيلامًا ، لذا فعليه أن يختار أقلهما ألمًا ؛ حتى يستطيع أن يتوازن نفسيًا ، وأن يشعر بالرضاء عن ذاته ، سيما لو كانوا هم من تسببوا في سقوطهم من غُصْنه ، ومهما تساقطت أوراق الشجر ، فالشجرة كفيلة بأن تتجدد ، وتظهر لها وُريقات جديدة ، طالما أن الفرع شديد وقوي ، ولكن سيظل دائمًا هاجس الخوف من سقوط هذه الأوراق أيضًا .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز