" فيروس" الفساد فى (مصر)!!

بقلم : د. حماد عبدالله

الفساد ظاهرة عالمية ، تنتشر في جميع أنحاء العالم ، ولكن بأشكال وأنماط متعددة فهناك فساد إداري وفساد مالي وفساد في الأخلاق وفساد في سلوك البشر ، وهناك فساد في الدول المتحضرة ، يختلف عن الفساد في الدول الفقيرة والنامية ، فالفساد كائن حي ، له كل خصائص الكائنات الحية ، له أسلوبه وله "سيكولوجياته" وله مخالب وله أنياب ، وله أيضا ًمظهر الطيبة ( والحنية ) ويمتلك خصائص فريدة ، ويغير من شكله وأنماطه كلما اكتشف المجتمع طريقة لمقاومته ، فهو "كالفيروس" لا يؤثر فيه العلاج بالمضادات الحيوية ، التي يتأقلم عليها ، وتقوم المجتمعات بإختلاف طوائفها ، بمكافحة الفساد ، وسن القوانين التي تحد من إنتشاره ، وتمنع الكسب من خلال مزاولته ، وتضع من المحاذير ما ينبه إلى ضرورة الابتعاد عن الفساد أو شبهة الفساد ..

في كل محافل الحياة ، ولعل ما تتخذه أجهزتنا الرقابية وتعلن عنه ليل نهار والقرارات و البيانات الوزارية التي تصدر عن هذه الأجهزة، والتي تتحدث عن الفساد في الإدارة هي كلها مظاهر لرفض الفساد الذي استشرى في أوصال الوطن ، حتى أنه قيل على لسان رئيس الجمهورية وهو شكر الجهاز على تفانيه فى العمل بأننا سنقف بكل قوانا ضد الفساد حماية لأموال وأصول هذا الشعب ،  حيث المعالجات كلها ركزت على الخطوة الأخيرة في مظهر الفساد ولكن جذوره وأسبابه لم تتناوله الأجهزة المنوط بها حماية المجتمع من أنياب الفساد وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ماذا بشأن فساد المحليات والإدارات الهندسية فيها؟!! ، وصورة الفساد أكثر وضوحاَ في شكل مباني مخالفة ، ليس في قرى ونجوع مصر ، بل ( على عينك يا تاجر ) في وسط عواصم المحافظات وعلى رأسها محافظة القاهرة والجيزة والقليوبية ( القاهرة الكبرى ) مقر الحكومة ، والأحزاب والبرلمان ومقر رئاسة الجمهورية ، ماذا أكثر من هذا المظهر الفاضح للفساد والمعلن عن نفسه بجرأة لا يضاهيها أحد!!ماذا عن فساد التعدي على النيل ؟ ، وممن هم مسئولين عن حماية المجتمع ؟!! ومن المشاركين في وضع سياساته وتشريعاته ؟!! ماذا عن فساد الشارع المصري ؟ وهناك كل ثانية مليون مخالفة مرورية ،من مركبات حكومية وقطاع عام ونقل عام وخاص ؟!! ماذا عن الفساد في رغيف العيش الذي يأكله  المصريون ، بالتراب والمسامير ( والردة ) ؟!! ماذا عن فساد الصحة في المستشفيات الحكومية بل والأدهى المستشفيات الخاصة والتي نقرأ مهازل كل يوم من ممارسات فاسدة من أطباء وممرضات وإدارات في هذه المراكز الصحية والتي للأسف يقال عنها مؤسسات خاصة ؟!!

 ماذا عن فساد الطرق والمواصلات والمحاور والكباري؟!! ، ماذا وماذا وماذا ؟؟ !

نحن في أشد الاحتياج إلى ثورة إجتماعية تبدأ من المدرسة الإبتدائية والمنزل والمسجد والكنيسة ، يجب أن نغذى أطفال هذا الشعب ، بمضادات حيوية لرفض فيروس الفساد في كل أساليب حياتنا ، يجب أن تكون هناك حملة قومية لمحاربة الفساد ، لماذا لا تتبنى الجمعيات الأهلية والغيرحكومية والجامعات المصرية ، تحت رعاية رئيس الدولة حملة لمحاربة الفساد والوقوف أمام عورات الحياة التي نعيشها في كل لحظة وفى كل شبر من أرض مصر !!

 Hammad [email protected]