عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
زيارة إلى الفاتيكان

زيارة إلى الفاتيكان

بقلم : د. نرمين الحوطي

منذ عامين قمت بزيارة خاطفة للفاتيكان أثناء تواجدي في إيطاليا، الفاتيكان هي دولة صغيرة جدا من حيث المساحة وتقع في منتصف إيطاليا وبرغم من موقعها الجغرافي وجب أن تكون ضمن المدن الإيطالية إلا إنها دولة مستقلة بذاتها لما تحمله من أهمية فهي مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم.




لن أخوض الكثير في سياستها واقتصادها وتعداد سكانها واستقلاليتها في اللغة والعلم والكثير مما جعلها دولة مستقلة بذاتها، وهذا ما تشعر به من الوهلة الأولى عندما تقوم بزيارتها فهو ليس شعورا بل هو حقيقة بأنك انتقلت من دولة إلى دولة أخرى، ولكن ما سوف نسلط الضوء عليه اليوم هو: كيف تستقبل دولة الفاتيكان زائريها بأن جعلت من أرضها دولة لا تقتصر على الدين فقط بل أصبحت بسياستها دولة تاريخية وسياحية أيضا؟


فعندما قمت بالانتقال من روما للفاتيكان وجدت أن جميع السبل للتنقل متاحة، ولم أجد شروطا تعجيزية لدخولها، ولم تسألني قوانينهم عن عدد زياراتي للفاتيكان، ولم تفرض على الزائر ضريبة إذا تكررت زيارته لها، وعندما حجزت في القطار وجدت أن الأسعار في متناول الجميع شيء لم يذكر، كل هذا جعل من بداية رحلتي بها نوعا من الراحة النفسية والإقبال على الذهاب لها عدة مرات في المستقبل، وعندما وصلت ووقعت عيني عليها ما وجدته ما هو إلا منطقة صغيرة جدا تمتاز من الوهلة الأولى بنظافة المكان وهدوء أجوائها فلم أجد متسولا يلاحقني ولم أجد من يدفع بي ويمنعني من الدخول بل الكل يعمل من أجل الزائرين لهذا المكان المقدس لديهم والتاريخي والأثري لنا.


قبل دخولك للفاتيكان تمر من خلال المشي على الأقدام بشارع ليس بكبير يحتوي في جانبيه من أوله إلى آخره على محلات صغيرة «بوتيكات» يوجد بها كل ما يريده الزائر، وبرغم من وجود تلك «البوتيكات» إلا أنك لا تجد الزحام وفرض الباعة للشراء الكل يعمل في صمت وحسن الأداء واحترام المكان


تلك هي الدولة الصغيرة التي فرضت احترامها وقدسيتها لكل من أحب زيارتها بل جعلت من أرضها مرجعا دينيا مقدسا له أهمية كبرى في أغلبية دول العالم، لم تقم بهذا الكيان والهيبة من خلال رفع الأسعار ورفض استقبال بعض الدول ولم تقم ببناء فنادق مهولة على أرضها ولم تنشر أبناءها للتسول، ولكن فتحت أبوابها بسلام للجميع ولم تقم بالتفرقة بين الأجناس إيمانا منها بأهمية كيان دولتها والحفاظ على ذلك الكيان وبقاء وجوده
مسك الختام: تلك الثقافة يجهل الكثير معناها.. والله من وراء القصد

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز