لاشئ يبقى

بقلم : هويدا عطا

هى الحياة بوجهها المبتسم رغما عنا ،ونحن من يحاولون استرضائها وارغامها على الابتسام فى وجوهنا التعبة المتعلقة بخيوط الامل المهترئة.

هنا على ارض الرمال الذهبية عادت ذاكرتى الى صورة من صور هذه الحياة المرغمة على الابتسام والضحك من مدى شغفنا بها واللهث وراء اوهامها وبعضا من قتل النفس المسكينة المسجونة بمنظومة هل من مزيد؟ بلا توقف او حد للاشباع هنا تفتحت الزهرة وذبلت فى ان واحد مقابل لاشئ ،لم تلبث ان تزهو ببهاء شبابها واريجها الفواح ،والا ووجدت نفسها تحترق بلهيب الشمس القانى ،التى لطالما عشقته فى لحظة اعلانه الرحيل واعتلاء العتمة ،كل مافعلته هو انها انارت لغيرها الظلمة وانبتت ثمرات الاخر بمائها العذب ،لطالما قلقت بمنامها وصحت فزعة وهى تسقط من اعلى الجبل الى اسفله ،متمنية السباحة بالفضاء الربانى ،دون ان تسقط ارضا وعرة ،باحلامها الخضراء الصغيرة، ارضا لاتسكنها الرحمة ولا محبة البشر.

هكذا تعلمت ...ان صديق اليوم عدو غدا ،وعدوا غدا ربما يوما ما سيبتسم لك عند عبورك هوائه الذى يتنفسه بكراهية ،ربما ندم على ما اقترفه بحقك، وربما حسرة على ماحابك الله العلى القدير به من نعمة حرم منها هو لما يحمله بداخله من مضغة سوداء توشك على الاحتراق بشدة.

تعلمت ان من تسقيه عسلك ،سيقيك سمه وان الوجوه متاهة لاحصر لها تتلون باختلاف المطامع والمصالح.

تعلمت ان الطيبة غريبة فى بلاد الانس ،الامن رحم ربى وان الماسك على طيبته و قلبه  ،كالماسك على على زئبق منفلت الى الجحيم.

هنا على ارض الرمال الذهبية ،كل شئ يبرق ،حتى عيوننا عندما تحدق بجزء هام وكبير رحل عنا من عمرنا الواهم وغيبوبة الحب المستحيل ...تأكل فى زمن الملح.

جميعنا بتنا مستحيل فى ايقونة الاستغراب التى زينت ايامنا ،حقا جميعا نحتاج الى لمسة سحرية ،تأخذنا الى حقيقتنا المنسية الحاضرة،المنتظرة قدومنا بشغف وشماتة.

رحماك يا الله مابين البلدين ...تساقطت فيروزة احلامى ...وجزء من قلبى هوى.