عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من منا لا يعرف.نهاد صليحة؟

من منا لا يعرف.نهاد صليحة؟

بقلم : د. نرمين الحوطي

أجزم بأن أغلبية أهل المسرح على الصعيدين العربي والعالمي يعرفون من هي الأستاذة الدكتورة نهاد صليحة، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، ومن المؤكد أن كل من درس ويدرس وسوف يدرس الأدب المقارن والمسرح الانجليزي والنقد النسوي كانت وسوف تكون له مرجعا أساسيا في بحثه فهي منارة للماضي والحاضر والمستقبل وبرغم من هذا إلا أن كان القليل من يعرفها!




بالأمس القريب كان يمتلكني شعور الطفلة المنتظرة قدوم والدتها بعد غياب طويل تقف لحظات من الانتظار وهي تكن في مكنونها الشخصي الكثير من الحب والأشواق لها من الشعور وقبل اللقاء المنتظر ما بيني وبين أستاذتي وجدت قبل الموعد بان قلمي يشدو ويحلم بذلك الموعد ومن تلك المشاعر التي أصبحت مقالة تم نشرها تحت عنوان «همسة وفاء» وكان ذلك في تاريخ 22/12/2016 الموافق الخميس، كانت كلماتنا ما هي إلا وصف لتلك المشاعر وكيف سوف يكون هذا اللقاء بيننا بعد هذا الغياب؟ بل سوف تكون مشاعري عندما أرى أستاذتي وهي تتسلم جائزة التقدم العلمي من والدي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح- حفظه الله ورعاه- في احتفالية التقدم العلمي 2016، وفي صباح اليوم المحدد للحفل فوجئت عندما نودي على اسمها بتقدم سفير جمهورية مصر العربية لتسلم جائزتها، وبعد الاحتفال توجهت للسفير بالسؤال عنها: فين د.نهاد؟ وإذا به يقول لي بأن حالتها الصحية سيئة.


كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ كيف ومتى هما أمر الله- عز وجل- ولا نقدر بأن نعترض على مرض وموت الإنسان، ولكن لماذا؟ هي أداة الاستفهام التي استوقفتني الكثير من الساعات والأيام بعد سماعي خبر مرض والدتي وأستاذتي ومن ثم عندما قرأت خبر وفاتها هنا أصبت لما تدق أجراس الذهن والعقل! لا اعتراض على أمر الله ولكن لماذا أبعدتنا الأيام؟ ويصبح السؤال الذي يطرح نفسه شهورا وقد يصل لسنوات وقد افترقنا بسبب بعد البلدان وصعوبة الزيارات وما بينهما من التزامنا كل منا بعملنا وأبحاثنا ويبقى السؤال الذي يحوم بين مشاغل العمل ومسؤولية الأسرة: أين نحن ممن نحبهم ونقدرهم والتواصل بهم؟ برغم هذا وذلك يبقى التواصل اليوم الذي أصبح متعددا مع التطور التكنولوجي، بموت أ.د نهاد رحمها الله حزنت كثيرا، فها أنا بالأمس القريب وها نحن اليوم نودع أحد الأعمدة : لماذا لا نسأل؟ لماذا لا نرى بعضنا البعض؟ لماذا هي أداة الاستفهام التي تجعل من الحسرة ألما في نفوس الكثيرين عندما يشعرون بفقدان من أحبوا ولم يستطيعوا أن يروه منذ زمن ولم يستطيعوا أن يناولوه الدواء في مرضه ويخففوا عليه تعب المرض


لا تخافي.. لا تقدمي على شيء وأنت غير مقتنعة به.. قراءاتك لا تقتصر فقط على دراستك بل لا بد أن تنوعي لتثمري ثقافتك.. لا تفكري في المناصب فالكراسي تفقدك ثقافتك وإبداعاتك.. انت حرة ولا بد أن تكوني حرة.. ارفضي القيود مهما كان صاحبها.. علاقتك مع الله- عز وجل- لا بد أن تكون ارتباطا خاصا وقويا جدا.. لا إحراج في العلم.. حبك ما تعلمينه لطلبتك وتجعلي من تلاميذك أبناء لك لكي تقدري أن توصلي وتغرسي المعلومة بهم.. وطنك هو القلب والمسرح هو الحياة.. ذلك ما غرسته أستاذتي د.نهاد صليحة التي فقدها المسرح العربي منذ أسبوع


ما يعلمه القليل.. أ.د.نهاد صليحة- رحمها الله- هي امرأة رقيقة برغم هذا تمتلك الصرامة والحزم في التعامل..عذبة القلب بالرغم من شدتها.. قوية الشخصية ولكن تمتلك القلب الرقيق والعطوف والحنون للكل من يطلب منها العون والمساعدة.. هي الأم الحنون والزوجة العطوفة والأخت التي تحتوي بحنانها جميع أسرتها.. هي الصديقة الصدوقة.. عندما كانت تضحك تهتز الأكاديمية بأجمعها.. عندما كانت تتريض في كل صباح باكر وكانت لا تتغافل عن فرد يقابلها أثناء رياضتها ترد على كل من قال لها صباح الخير وتقف لمن يريد حل لمشكلته.. بضحكتها وعيونها العذبة الجميلة كانت تستقبل كل من اقبل عليها للسؤال أو النصيحة، فلم تبخل عن فرد في مجتمعها ومجتمع الآخرين بالنصيحة والمساعدة.. أصدقاؤها هم دنياها.. وابنتها هي عقلها.. ومعلمها وزوجها أ.د.محمد عناني كان الأب قبل أن يكون قلبها.. أه عليك ورحمك الله وأسكنك الله فسيح جناته يا معلمتي.


مسك الختام: من أشعار المتنبي
لا تعذل المشتاق في أشواقه.. حتى يكون حشاك في أحشائه

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز