عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
العلاقة السامة

العلاقة السامة

بقلم : غادة كريم

أسوأ انواع العلاقات علي الاطلاق هي العلاقة التي تطفأك ببطء شديد، بالتدريج تفقد البهجة حتي أنك تستيقظ في أحد الصباحات ولا تبتسم ولا تقاوم كالايام السابقة من أجل أن تتغير تعبيرات وجهك أمام البشر .. فقدت كل النور بداخلك ! أهمية الوقوع في الحب أن تشعر بالسند وليس أن يصبح الطرف الأخر هو الذي يشكل تهديد مستمر في عالمك بعدم الأمان، فتصبح ضعيفا وحدك وأنت علي ذمة قلبه ! تلك العلاقة تصيبك بالعمي، صحيح يقولون أن الحب أعمي ولكنه يعميك عن عيوب الحبيب ولا يعميك عن الكون حولك ويفقدك الحماس للمستقبل.. كل الأيام تشعرك بالاختناق من أصغر المهمات التي يجب أن تفعلها، كثرة التفكير تميت القلب وتكدر صفو الاحساس، ومن بين كل الأشياء التي تفرح القلب وكل ما يستمتع به البشر لا شئ يثير ابدا شهيتك للاستمتاع مهما حاولت ! يستمر الصراع داخلك وتلوم نفسك باستمرار لماذا تسمح له بتدميرك ؟! .. ولماذا لا تملك الشجاعة لتنهي تلك العلاقة وتتخلص من خلايا القلب المحترقة التي تزداد يوما بعد يوم .. ولماذا فعل ذلك بك ؟! ..أنه أصعب سؤال علي الاطلاق .. لماذا فعل ذلك بك ؟ لا تجد اجابة تشفي القلب المحترق أو ترضي العقل الحائر.



 

- الانانية تشعرك بالقهر، الأخر الذي يفكر باستمرار بما يناسبه وحده وبأحلام أنت ليس جزء منها وبسعادة لا يقتسمها معك وباحزان تحملها أنت وحدك دون وجوده، هو بخيل لا يقتسم معك عالمه وسيبخل عليك يوما بماله أو قطعة من قلبه. - الخيانة سهم مسموم يصيب قلبك بالسم فورا وللابد ! ..لا شئ ينسي العقل التفاصيل المميتة، حتي الزمن يعجز عن لملمة سهام الخيانات المزعجة.

 

 - الكذب .. اليوم تتفادي شجار مزعج وغدا يتنازل الاخر عنك لأنه لا يستطيع تصديقك بعد الان !

 

- الصمت .. ما حاجة انسان للوقوع في الحب أن لم يجد من يستمع إلي تفاصيل يومه ويسكته أو يسكت ولا يتحدث معه.

 

- التجاهل .. لماذا تستمر في علاقة يشعرك فيها الاخر بالبرود مهما أعطيت له ! ..يشعرك بعدم الأهمية وعدم الاحتياج لك، سيبقي يومه بنفس الحرارة أن بقيت أو رحلت. 

 

- استنزاف الطاقة ..لا يتغير البشر مهما استنفذوا طاقتك في التفاوض علي التغيير تبقي العادات أقوي، تدخل كل جدال وتخرج منه مهزوم لأنه لا يستمع لكلماتك بقلبه بل بعقله لانتقاء سهم مسموم ويوجهه في مقتل إليك ! هي علاقة قائمة علي التربص، تعيش مع عدو وليس صديق، لا تستطيع التعري باخطائك أمامه سيجمعها ليهينك لاحقا وتندم علي الفضفضة والونس الكاذب.

 

- عدم الاسف .. نصف طاقتك للتسامح تكمن في كلمة "اسف" حقيقية، أن يندم الاخر عندما يدهس قلبك، ربما الاعتراف بالخطأ يساعدك علي تخطي نصف مسافة الألم معه وعدم أسفه يضاعف المأساة داخلك ويشعل النيران أكثر! 

 

كل العلاقات التي تجبرك علي أن تكون ضد طبيعتك مع شخص اخترته ليختزل باقي الجنس الاخر في عينيك وتصبح ملكه، هي علاقة سامة ومميتة لأقصي حد، لا تضيف لك شيئا بل تجعلك تظهر اسوأ ما بداخلك ومع الأيام تزداد خطورتها لأن أعصابك المستهلكة غير قابلة للتجدد .. سيرحل العمر ومعه البهجة وجهازك العصبي وفي النهاية أيضا للأسف مازلت ياصديقي .. وحيدا !

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز