اعمل عليها "كراش"!

بقلم : محمد نوار

لكل عصر مفرداته ومصطلحاته اللغوية، فمثلاً نجد في حوار أفلام الخمسينات من القرن العشرين: "أنا من فكري"، "من كل بد"، "ممنون"، وهى كلمات اندثرت ولم تعد تستخدم.

وتتغير اللغة بتغير الوقت, حيث تضاف مصطلحات جديدة بينما يقل استعمال الأخرى، وللشباب أيضاً لغة خاصة بهم لها مصطلحات وكلمات تسهل الحوار والاتصال بينهم.

ومن الكلمات الجديدة كلمة "كراش"، وهى كلمة إنجليزية "Crush" تعني الانسحاق أو الانضغاط أو الهزيمة، وتستخدم في اللغة الدارجة بمعنى مفتون بك ""crush on you، وينصح الشاب صديقه الذي يحب فتاة: "اتأكد منها قبل ما تصارحها بحبك واعمل عليها كراش".

وفي لغة الشباب اختصاراً لبعض الجمل المطولة، ومنها كلمة "أساسي"، وتقال مثلاً عندما يسأل الشاب زميله "هل ذاكرت؟" فيجاوب: "أساسي يا زميلي"، وكلمة "بلحة" تستخدم لوصف شخص ما بأنه لا يفهم شيء، و"عنب" بأنه جيد.

وتعطي لغة الشباب الفرصة لمن يريد أن يقول كلاماً يحتوي على رموز لا يفهمها الكبار، فمثلاً كلمة "ادعك الفانوس" تعني امشي من هنا، وهى تشبه اللغة المتداولة بين أصحاب المهن المختلفة مثل النقاشين والجزارين والعوالم، ومنها لغة تجار الذهب مثل "نشفر قد إيه؟" يعني الوزن الذي سنقول عليه، و"الدفش اللي في شللك شئال" يعني الزبون الذي أمامك حرامي.

ولغة الشباب هي لغة دارجة بين معظم الشباب، الجيل الأكبر يفهموها بشكل خاطئ، لأنهم يعتبروها لغة شوارع، ويتهمون الشباب بأنهم جيل غير مسؤول وجاهل، مع أن الكبار كانوا شباباً وكانت لهم لغتهم في يوم من الأيام.

تلك الفجوة بين الجيلين يعبر عنها رفض الآباء لأفعال وأقوال أبنائهم بدون مناقشة، وهو ما يخلق فجوة تواصل مع الأبناء، أما الأبناء فيعيشون حياتهم وزمنهم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حدة رفضهم لأفكار آبائهم، وهو ما يعمق من الفجوة ويقود إلى التمرد الذي تتم ترجمته في لغة تشبه اللغات السرية، لغة توضح انغلاق جيل الشباب على نفسه بعيداً عن سلطة الآباء ومؤسسات المجتمع.