عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لامناص من خوض المواجهة

لامناص من خوض المواجهة

بقلم : سعاد عزيز

مع لاخذ بنظر الاعتبار خطورة الهجمات الارهابية المختلفة التي طالت خلال الفترات الاخيرة ألمانيا و ترکيا وما أثارته و تثيره من نتائج و تداعيات متباينة، لکن الاهم من ذلك هو الترکيز على الاوضاع و الظروف الخاصة ببلدان المنطقة عموما و العراق بشکل خاص، حيث تمر بمنعطف خطير و حساس و تشهد تصعيدا ملفتا للنظر في المسائل الطائفية بحيث صارت هي الموجه و المسير و المحدد للکثير سياقات و إتجاهات الاوضاع وهذا مايشکل بحد ذاته أکثر من تهديد جدي للعراق من مختلف النواحي.



النفخ في قرب التطرف الديني و شحذ سکاکين الحقد الطائفي، لم يعد مجرد موقف نظري و إرتجالي حتى، وانما صار أمرا واقعا قائما وهو يعتمد على وسائل و اساليب متباينة تؤثر و بشکل واضح على مجريات الامور و الاوضاع بالصورة التي تجعل من الساحة تحت رحمة تأثيرهم، وان الاهتمام الواسع الذي منحته وسائل أعلامنا و الکتاب و السياسيون العرب و المسلمون لحادثة الهجوم الارهابي على هجمات باريس و بروکسل و برلين، لو کان قد تم منحه للاوضاع المتردية في العراق و المنطقة لکان من الممکن أن تکون لها أثرا و نتيجة مفيدة، حيث أنه و بناءا على القاعدة الشرعية"الاقربون أولى بالمعروف"، فإن إيلاء الاهتمام الاکبر و الاهم بواقع حال أوضاعنا يأتي في المقدمة.

التمعن و التدقيق في الاوضاع و الظروف المضطربة و المتردية في سوريا و العراق بشکل خاص، نجد انها تخضع و بقوة لعملية أخذ و رد طائفية بحتة من مختلف الجوانب حيث تشترك في العملية أکثر من طرف و دولة، لکن النقطة الاهم التي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار و نجعلها المرتکز الاساسي، هي ان الانطلاق للتأسيس لعملية الشحن و الاحتقان الطائفي قد بدأت من طهران، ومن السذاجة و حتى البلادة تجاهل دورها الملفت للنظر بهذا الخصوص ولاسيما عندما قامت بتأسيس الميليشيات و الجماعات المسلحة و بادرت علنا الى إستنساخ تجاربها في مجال الحرس الثوري و قوات التعبئة في سوريا و العراق و لبنان و اليمن، وهو ماأثار ليس المخاوف فقط وانما أيقظ الاحساسيس و المشاعر الطائفية، خصوصا وان هذه الامور قد رافقتها ممارسات و جرائم و إنتهاکات واسعة النطاق أعطت للامور معنى بالغ الخطورة.

اننا نرى، طالما أن هناك آلية لتصدير و توجيه التطرف الديني و بعث النعرات الطائفية البغيضة، فإنه من الضروري جدا أن تکون هناك آلية تقابلها و تقف بوجهها، وهذه الآلية من المهم جدا أن تبنى على أسس و مرتکزات واقعية تضع مصالح الشعب العراقي و شعوب المنطقة فوق کل إعتبار آخر، ولابد لکل الاطراف من جعل حقيقة مهمة نصب عينيها وهي ان کل الاطراف لم تکن طوال القرون الماضية محمية من قبل قوى خارجية وانما کان هناك دافع و عامل و وازع ديني و وطني و اخلاقي هو الذي يدفع بالجميع ليکونوا يدا واحدة من أجل المصالح المشترکة وليس أيادي مرفوعة بوجه بعضها کما هو الحال الان.

کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز