عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المسئولون بين المواجهة والإنسحاب!!

المسئولون بين المواجهة والإنسحاب!!

بقلم : حنان خيري

أرسلت مقالى للزميل المسئول عن رفعه على الموقع وبعد دقائق دار حديث بيننا كانت نتيجته كتابتى لهذا المقال ،عندما  قال أنه اليوم يشعر بالضيق والقلق لأنه لم يعمل كثيرا حيث أن الشغل المرسل له كان قليلاً وهذا جعله غير مرتاح طوال اليوم ،فبالتأكيد استوعبت كلامه ووصلنى أحساسه لأنه صادق مع نفسه ويشعر بالمتعة والراحة وهو يؤدى عمله بحب ويقوم بآداء دوره كمسئوول.



وهنا توقفت بسرعة أمام هذه المشاعر الإيجابية والضمائر اليقظة التى من المفروض أن يتميز بها كل فرد بصفة عامة وكل مسئول بصفة خاصة..فمن منا لايعانى من ضغوط فى عمله اليومى فنحن نعيش فى عالم ملئ بالتغيير والديناميكية السريعة فتصبح الضغوط وضعاً مألوفاً فى أعمالنا كافة ولكن متى تتحول الضغوط إلى ظاهرة غير صحية علينا وتشمل خطراً واهماً على سلوكياتنا الحياتية اليومية ؟فهناك بعض الشخصيات التى عندما لا تجد الإمكانات المتوافرة لديهم والكافية للتعامل مع الضغوط السائدة تشعر بضرورة تجنبها وهروبها من المسئولية نتيجة للإحباط الذى يجعلهم فى حالة من الغضب ويتحول سلوكهم للعدوانية بسبب عدم تحقيقهم نتائج مثمرة لصالحهم ولا يفجروها إلا فى أوضاع معينة كرد فعل غير متحكم به ومع الاسف معظم المسئولين حينما يواجهون تحدياً قوياًاو مشكلة يصبون نار غضبهم فى غير مكانه !!

ومع ذلك نجد بعض الشخصيات المسئوولة تتعامل مع الضغط والمشكلة بشكل آخر فتتجنب التعامل معها لحين استجماع قواهم ثابتة والاعداد والترتيب لها ، أما إذا فشل المسئول فى تجنب الموقف الصعب والضاغط ولم يستطيع مواجهته فيعتبر الإنسحاب استجابة شائعة للتهديد عند بعض الناس فقد يختار البعض هذا الأسلوب على وفق نمط شخصيته، فهم لا يفعلون شيئاً وغالباً يجدون أنفسهم يدورون فى دائرة مفرغة وتظهر صورتهم فى المرآة النفسية هاشة خاوية بنائها ضعيف واساسها مهزوز !!

ومن هنا أقول أننا فى حاجة إلى المسئول القوى فى أداءه الثابت فى مواقفه الواثقه من دراسته لما يواجهه من أزمات وقدرته على أحتواءها حيث أنه لابدأن يكون لديه حلاً لكل مشكله،ولكن ماذا عن المسئول الذى يرى مشكلة فى كل حل ..ومبدأه أن الحل ممكن لكنه صعب ودائماً يشكو من العمل وآلآمه وهمومه وينظر إلى الماضى ويتطلع إلى ما هو مستحيل ويتناقش بضعف وبأسلوب فظ وتصنعه الأحداث..ولكن المفروض والمعقول للمسئول الناجح أن يضع الأمل أمامه وهذا على الرغم من صعوبة الحل ويوعد بأن لديه أهداف لابد من تحقيقها بشكل إيجابى ويرى فى العمل الجاد الشاق املاً مضيئاً،ويتطلع إلى ما هو ممكن ..ويتناقش بثبات وقوة وبأسلوب هادئ ومرتب ولطيف وأيضاً يتروى فى دراسة أصل المشكلة وعمقها قبل الوصول إلى حل حتى لا يتسبب الحل فى وقوع مشكلة فتكون اللإزمات وليدة لحلول سطحية وقتية كالمسكنات التى لها آثار جانبية على الجسد ..فنحن لسنا بحاجة اليوم فى ظل ما نعيشه من ضغوط إلى مسكنات لجسد المجتمع ينتج عنها أزمات فى نفوسنا وعقولنا وثقافتنا وصحتنا وأمننا وتعليمنا واقتصادنا وندفع الثمن غالى من دماء شبابنا ومستقبل أجيالنا القادمة!!

وأخيراً..نحن أهملنا الكثير وعلينا الانتباه بعقول ونفوس وضمائر يقظة سوية بعيداً عن الضعف والمزايدات والنفاق والضغينة والتملق وعدم التخطيط الجيد فى ظل ظروف قاسية ،فعلى كل مسئول فى كافة القطاعات والمؤسسات والوزارات وغير ذلك لابد من العطاءبصدق وعمق وأخلاص وقوة وثبات لكى يجنى ثمار التنمية والعمل الناجح ..أما المسئول الضعيف الذى لا يتمتع بسمات القيادة لتحقيق الهدف فعليه الإنسحاب من ميدان العمل فنحن نريد العبور بكفاءة وكفانا خسائر .

فعلينا أن نعرف إذا أحب الانسان نفسه فقط فإنه لا يستطيع أن يخرج من حدود ذاته ليحب الآخرين ..وإذا كان الانسان أنانياًأى يكره العطاء فإنه ليس بمقدوره أن يحب من حوله ،لأن هذا الحب يفرض عليه طواعية واختيارا أن يعطى وألا ينتظر مقابلاً ..وهكذا حياة الانسان السوى يتحرك وينشط ويعلوو يسموو يبدع إذن الحب حركة ..فعل ..عمل ..صدق ..ضمير..ووراء كل ذلك حقيقة فى العطاء المخلص ..فمصر فى حاجة الى من يحبها ويخلص لها دون مصالح وصراعات ومنازعات ..فمن لا يمتلك القوة فى البناء عليه الإنسحاب. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز