عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محمد منصور هيبة

محمد منصور هيبة

بقلم : د. شريف درويش اللبان

ما أسرع مرور السنوات.. أشعر أنني التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة بالأمس القريب، رغم دخولي الكلية لأول مرة في أواخر صيف العام 1983، ليصافحني وجه أستاذي وأستاذ الأجيال في التحرير والكتابة الصحفية الدكتور محمد منصور هيبة الذي كان وقتها مدرسًا مساعدًا، وكنت منذ دخولي الكلية أتخذ منه القدوة والنبراس لأننا ننتمي إلى محافظةٍ واحدة هى محافظة القليوبية. وبالأمس فقط احتفل قسم الصحافة ببلوغ د. منصور سن الشباب، حيث بلغ ستين عامًا بالتمام والكمال، وهو خبر فاجأنا جميعًا، لأن السنوات مرت سراعًا، وكبر الأستاذ، وشاخ التلاميذ في آنٍ واحد، ولم تصدق أستاذتنا د. عواطف عبد الرحمن بأن تلميذها قد أصبح أستاذًا متفرغًا بهذه السرعة، ولم يصدق تلامذته الخبر أيضًا، ولكنه الزمن الذي يمضي سريعًا دون أن يتوقف سوى في محطات نتوقف عندها نجتر الذكريات.



ومن بين هذه الذكريات ما رويته أثناء الاحتفالية التذكارية التي أقامها أمس قسم الصحافة لللدكتور محمد منصور، حيث ذكرته بواقعة عقده مؤتمرًا صحفيًا في إطار (سكشن) التحرير الصحفي حيث مثل دور الرئيس الأسبق مبارك ومثلنا نحن دور الصحفيين والمراسلين، وقتها كان كلٌ منا يسأل الأسئلة التي تتراءى له دون قيود، رغم حرج بعض الأسئلة وحرج التوقيت حيث جاء هذا المؤتمر مع الرئيس (محمد منصور هيبة) في أعقاب أحداث الأمن المركزي عام 1986، وقتها علمنا د. محمد حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام، علمنا أن نكون واثقين من أنفسنا كصحفيين، علمنا المهنية الإعلامية وحق الجمهور في أن يعرف، ولولا ما تعلمناه من د. محمد لما كنا أتقنا العمل الصحفي في الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى.

د. محمد منصور هيبة تشعر دومًا أنه شقيقك الأكبر يقف إلى جانبك يشجعك ويشد من أزرك ويحاول أن يقدمك على نفسه ويقدم لك النصح والإرشاد، نادرًا ما تبحث عنه ولا تجده إلى جوارك، كعادة أهل الريف الذين يتميزون بالأصالة والطيبة والأخلاق السمحة دون لف ودوران هذه الأيام الصعبة التي نعيشها، والتي توارت فيها مثل هذه الأخلاقيات خلف ضبابيات المصالح المتبادلة وتقديم المنفعة على ما عداها.

د. محمد منصور هيبة التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة في العام 1975 وتخرج فيها في العام 1979، ليشارك في تخريج 36 دفعة حتى الآن، كلهم درسوا على يديه التحرير الصحفي والصحافة المتخصصة والمدخل إلى الصحافة، وينتشر تلامذته في مختلف الصحف المصرية والعربية والمواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية، ليقدم نموذجًا يُحتذى لتلامذته الذين أتقنوا العمل الصحفي تحت إشرافه في صحيفة "صوت الجامعة" التي يُصدرها قسم الصحافة منذ أمدٍ بعيد لتكون معملاً لتدريب طلاب الصحافة على المهنة قبل أن يتخرجوا لينضموا إلى كتائب الإعلام المصري التي تحارب من أجل توصيل المعلومة إلى القارئ، وتقف حائلاً دون سقوط الدولة المصرية في أيدي جماعات الإرهاب.

ودائمًا ما يُطلق على د. منصور أنه أزهريٌ شرد، فهو يحرص على اللغة العربية، وغالبًا ما يتحدث بلسانٍ عربي مبين بأسلوب سهل سلس يشدك إليه، كما أنه ملتزم دينيًا إلى أقصى الحدود ليس على مستوى العقيدة والعبادات، بل على مستوى المعاملة الطيبة لكل أساتذته وزملائه بل وتلامذته، وهو ما جعله قريبًا من الجميع، ومحبوبًا منهم دون استثناء.

ومن الامور المقدسة لدى د. منصور على مدار سنوات عمره وعمله بكلية الإعلام أنه لم ينسَ جذوره الريفية ووفاءَه لأبيه –رحمه الله- ووالدته –أطال الله في عمرها- فيوم الخميس مقدس عنده لأنه يوم يتجمع فيه أفراد العائلة في بلدته الصغيرة شبرا هارس ببيت الأسرة المصرية الريفية الأصيلة.. الأسرة التي أنجبت لنا ثلاثة أساتذة في الإعلام يعملون في ثلاث جامعات مصرية مختلفة هى جامعات القاهرة والأزهر وبنها.

د. محمد منصور هيبة.. مهما كتبنا فنحن جميعًا لن نوفيَك حقك علينا، خالص أمنياتنا بالسعادة وحياة الشباب بعد الستين دون أعباء كثيرة كنت تتحملها عنا، وكل سنة وانت طيب يا أستاذنا العزيز.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز