عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا لثقافة بث الکراهية و الانتقام

لا لثقافة بث الکراهية و الانتقام

بقلم : سعاد عزيز

"ان الذين يذبحون الصحفيين بحجة الدفاع عن نبي الإسلام، لم يفهموا من الإسلام شيئا. ليس في خطف الفتيات في نيجريا ولا مذبحة الاطفال في باكستان، ولا في الشنق اليومي للسجناء ورش الاسيد على النساء في إيران، ولا في قطع رؤوس رعايا البلدان الغربية ولا في حملة إبادة السنة في العراق ولا في هجمات باريس، ادنى صلة بالإسلام."، هذا الکلام يبدو برأينا الاقرب و الاکثر إلتصاقا و تجسيدا و تعبيرا عن الاسلام من حيث کونه دينا يعبق بأريج التسامح و المحبة و الرحمة.



العالم وهو يواجه اليوم جماعات و تنظيمات دينية متطرفة تتخذ من فهمها و تفسيرها الخاطئ و المنحرف و المشوه للقيم و المباني الشرعية في الاسلام و تقوم بإستخدامه و توظيفه من أجل تحقيق أهداف و غايات خاصة لاعلاقة و إرتباط لها بالاسلام، فإنه و کما يشهد الواقع نفسه، فإن الحاجة ليست ضرورية جدا وانما ملحة الى أبعد حد للتأکيد على الاسلام الحقيقي الذي عرفناه و ألفناه على مر المراحل و العصور من أجل فضح و نبذ و إنهاء ذلك النهج المشبوه الذي تدعو إليه الجماعات و الاحزاب المتطرفة و التي تشجع لثقافة بث الکراهية و الحقد و الانتقام.

التطرف الديني الذي يسعى لتوظيف العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، يسعى من خلال ذلك ضرب أکثر من هدف برمية واحدة، لکن يبقى الهدف الاکبر وهو التأثير السلبي على السلام و الاستقرار و الامن في المنطقة و العالم، لأن التطرف الديني الذي يتبنى خطابا دمويا يعتمد على الاستخدام المفرط للقسوة و العنف من أجل فرض منطقه، لن يتمکن مطلقا من فرض هکذا خطاب همجي وحشي معادي للإنسانية و الحضارة في أجواء حرة و ديمقراطية، ولهذا فإن إشاعة الفوضى و الفلتان الامني من أفضل الاجواء و أکثرها مناسبة له، وهو أمر قد بات مفهوما و معروفا لدى دول المنطقة و العالم و هناك دولا في المنطقة تعمل وفق هذه الرٶية کمصر و السعودية و المغرب و غيرها.

ثقافة إشاعة الکراهية و التوسل بحالات الذبح و الرجم و قطع الايادي و الاذان و فقء الاعين و الجلد، هي ثقافة لم تکن موجودة قبل 37 عاما من الان، أو تحديدا قبلل تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد تمت نشرها بعد أن إستتب الامر له في إيران بعد أن نجح في القضاء على التيارات الوطنية الايرانية الاخرى التي شارکت في الثورة الايرانية أو أقصتها، وان هذا النظام يدعم و يسند هذه الثقافة بمختلف الطرق و الاساليب لأن مصلحته تکمن في بقاء و إستمرار هذه الثقافة المعادية للإنسانية و المخالفة لقيمها و مبادئها، وان موقفه المثير للشکوك و الريبة من العديد من الهجمات الارهابية و سعيه من أجل إستخدامه و توظيفه للإبتزاز لتحقيق أهداف خاصة کما حدث في جريمة شارل إيبدو الارهابية عندما إنطلقت تصريحات غريبة من طهران تدعو فرنسا لتغيير سياستها تجاه سوريا و المنطقة کي تکون بمنأى عن هکذا هجمات، إنما يؤکد بأن المتطرفين يلتقون جميعهم عند محطة معاداة الانسانية و الحرية و الديمقراطية.

 

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز