عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ترمومتر الحياة

ترمومتر الحياة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

أظن أن الحياة تحتاج إلى ترمومتر حساس ، نقيس به كل شيء ، سواء علاقاتنا أو تصرفاتنا ، أحلامنا ، والأهم من هذا كله "قدراتنا" ، أليس غريبًا أن الإنسان دائمًا يُنصب نفسه حاكمًا على قدرات الآخرين وتصرفاتهم ، فترمومتره الحساس يعمل بجدية وإحساس عالٍ مع الآخرين، في حين أنه مُتوقف تمامًا مع نفسه ، فكم من مرة نجد شخصًا يقيس قدراته ويضع نفسه في نصابها الصحيح ، أعتقد أن الحياة تقتضي منا أن نقيس كل شيء فيها ؛ حتى نستطيع أن نضع الأشياء في أماكنها ، وحتى لا نجور على أنفسنا أو على غيرنا ، فالمشكلة القائمة لدى كل إنسان ، هي أن يترك نفسه وحياته دون حسابات ، ويظن أن هذا هو منتهى التلقائية ، وبالرغم من أن ذلك يبدو منطقيًا في كثير من الأحيان ، إلا أننا نحتاج كثيرًا إلى أن نضع الحسابات ؛ حتى لا تسير حياتنا بعشوائية ، فأغلب العلاقات التي تنتهي بالفشل يكون سببها الرئيسي راجعًا إلى عشوائية التفكير ، وعدم القدرة على التقدير السليم للأمور ، وهذا التقدير لا يحتاج من الإنسان سوى أن يُخضع تصرفاته للتكفير وحسابات المنطق ؛ حتى لا يترك نفسه في مهب الريح ، فالحياة مهما طالت ، فهي في الحقيقة قصيرة جدًا ، ولا يُوجد وقت لإضاعتها في أفكار خيالية أو علاقات واهية ، أو تصرفات عشوائية ، فكل هذا يأخذ من مقدار العمر ، وينال من أعصاب الإنسان ، ويُعرقل مسيرته ، والأجدى به أن يضع يده على قدراته في كل شيء ؛ حتى يستطيع أن يُواصل ويعرف طريقه ، وحتى ينأى بنفسه من نتائج تجارب فاشلة ، لن يجني من ورائها سوى عرقلة طريقة ومسيرته.



وللأسف ، كل هذا لن يتأتى إلا إذا تعامل مع حياتـه على أنها تحتاج إلى ترمومتر يقيس به أوجه السعادة والآلام ، ولحظـات الأمان والخطـر ، وإمكانيات النجـاح وتجنب الفشل، والعلاقات الحقيقيـة التي ستدوم ، والعلاقـات المحكـوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ ، فالواقع نحن لا يُمكننـا أن نتعايش بدون ترمومتر الحياة .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز