عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إصلاح التعليم والجغرافيا البشرية

إصلاح التعليم والجغرافيا البشرية

بقلم : د. خالد عبد العزيز عياد

من الأمور الخاطئة والتى تؤدى إلى كوارث هى المقارنة الظالمة بين شخصين مختلفين فى الميول والجينات وهكذا الدول فكل شعب له جيناته الخاصة والتى تتحكم فى طبائعه فلا يمكن تطبيق نظام ناجح فى دولة حرفيا فى دولة أخرى فليس شرطا نجاح تجربة معينة فى شعب نجاحها لو طبقت على شعب دولة أخرى



لان كل شعب له ثقافته الموروثة والتى تتحكم فى عاداته وتقاليده وكل أمور حياته اليومية لذلك كل شعب لابد له من طريقة معينة فى التعامل معه فى كل نواحى حياته من تعليم وإعلام وفن ونظام .

ولهذا لابد أن يبدأ إصلاح المنظومة التعليمية بالتجارب المحلية على أيدى متخصصين فى الدراسات الإنسانية مثل علم الفلسفة والإجتماع وغيرها من العلوم الإدبية فقد فهم الغرب هذا الإتجاه جيداً ودرسوه وإدركوا أنه لكى تقيم دولة ووضعها على قضبان قطار التقدم لابد من إنشاء قضبان تتناسب مع طبيعة الأرض الى سيسير عليها هذا القطار ويجب دراسة طبائع  وأخلاقيات مستخدمى القطار ووضع القوانين الملزمة وتفعلها بما يتناسب و طبائع هولاء البشر وأسلوب التعامل معهم

وهكذا يكون التعليم فطريقته وإسلوبه تختلف إختلافا جزريا من شعب لإخر فغير منطقى أن تأتى بتجربة شعب لتنقلها إلى شعب أخر لم يؤهل لمعطيات التجربة الجديدة

ولكى تغير من سلوكيات وطبائع البشر لابد لك من إعلام بيئى ممنهج يقدم القدوة والممارسات الإنسانية التى يستقبلها الشعب من خلال ما يتناسب مع تراكيب أفقه الترقبية وثقافته البيئية.

وليس إصلاح التعليم بمعزل عن إصلاح المنظومة الصحية والصحة ليست منفصلة عن الغذاء الأمن وثقافة الفلاح وقيمة عملة الوطن تتحدد بإيدولوجية ممنهجة ومفعلة تندرج تحتها إستراتيجيات مختلفة تعمل معا كتروس متعاشقة تسير بتناغم محسوب .

وإن طبقت مصر هذا المنهج وهذه الإيدولوجية فالنجاح هنا لن يتحقق إلا بإعادة قوة دول الجوار وهزيمة الإرهاب الفكرى اولا قبل الآرهاب المسلح وذلك لأن الإرهاب الفكرى هو إرهاب مقدس يعتبره أصحابه دين وشريعة سماوية وأعتقد أن هذا يقترب من المستحيل ولكن بداية تطبيقه فى إطار الممكن

و إن بدأت مصر وهذا أيضاً يحتاج إلى مجهودات خرافية سيكون تقدمها على حساب تخلف دول الجوار لأن حيئذ ستصبح مصر سوقاً ومنفعة عامة للدول الأوربية والأمريكية وسيكون إنفتاح جديد يعود على الشعب بالكثير ولكن سيكون نتيجة لضعب دولة تغلف بغطاء شفاف يشبه شكل الدول المتقدمة ولكنه ليس كذلك.

إذا بداية التقدم تبدأ من الشعوب وثقافتهم وزرع الإنتماء بداخلهم وتعلمهم وإصلاح منظماتهم بمعزل عن التجارب الناجحة للدول المتقدمة و التى إن طبقناها فشلنا لاننا سنكون حينئذ من يتعاطى دواء البرد لعلاج الكبد .

فلنا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز