عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بيدها ...لابيدى

بيدها ...لابيدى

بقلم : هويدا عطا

مالى كلما فتحت باب الذكريات وتخطيت ذاتى،هاجمتنى جبال من من الندم ،بكل اسلحتها الفتاكة ،توشك ان تغرقنى فى جحيم التفاصيل المتبلدة بلا هوادة.



يوما ما لم ادرك ان الة الكاميرا العجيبة الحبيبة والتى كنت اراها هى الاخطر بين اخواتها من حيث الاختراع والصنع والفائدة ،كنت اراها وكأنها عجلة الزمان تدور الى الخلف بضغطة واحدة  على ذر" الريفيو"  اى العودة الى حياة الصور والشكل  المهندم والبرواز الصدأ وليس الحقيقة  المكونة من لحم وجسد  ودم وروح وعقل راجح وقلب نابض وملمس يكتنز ببراميل من العاطفة والحنان والرقة المشغولة برقى مطروح للأخر..بفطرة لا ادعاء ،لاتقليد سخيف ،فكل مجبول على مايعشق وانا عشقت الكاميرا والصورة يبدو اكثر من الحقيقة والاصل ،حتى اننى اضعت فى نهر هذه المحبة الجاهلة ،ماكان يجب فعله فى حق من احب وخاصة تاج الاحباء ومليكتهم "امى " لطالما انحنيت كثيرا امامها وأنينها المطبق على الكلام ،احاول التقاط ما تبقى من صوت واهن وملامح ضعيفة ، ماتبقى من المرمر ،تجبر من يراها على البكاء والحسرة ،اتساءل الان فقط ...لماذا كنت قاسية الى حد الغباء الى حد بت مثل هذا القلب القاسى للكاميرا الخرساء ،لكم كنت ادقق النظر بقلبى المنكسر فى وجهها والذى لم يستطع ان يواجه هجوم تجاعيد العمر المنصرم فى الأوجاع والأهات اكثر من ايامه وسنواته التى انقضت رغما عنها والذى فرضها عليها عنوة.

كنت اهدأ من روعى واقول: ..مخادعة انها مازالت صغيرة لن تهرب من بيننا خلسة ،لن تموت قريبا ،ستبقى عمرا يسمح لى بالعودة اليها لأعوضها عن شقاء غربتها في غربتى المزدحمة بالوان العابرون على استحياء.

نعم هى المرأة يتلون الكون فى حضرتها بزهاء الحسن والرضا ،والشعور بأمان متدفق من الحوائط والانفاس ،نعم هى من فاجئتنا جميعنا ،بأنها أجلستنا على اريكتها المخملية العتيقة ،بكل ما منحها الاله من حنان يغرق سفن وعطاء يسعد

ملايين ورقة لاتقوى على مقاومتها فى رحاب طلتها الحلوة البهية ،ثم بهدوء شديد اخذت بذرالكاميرا ،لتلتقط الصورة الاخيرة لها بيدها لابيدى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز