د. طه جزاع
وما أكثر أصدقاء الفيسبوك .. ولكنهم !
بقلم : د. طه جزاع
في دراسة حديثة طبقت على 200 شخص من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي تم التوصل الى استنتاج مفاده انه كلما كان عدد الأصدقاء أكثر كلما كان حجم المادة السنجابية في دماغ المستخدم اكبر، كما اتضح لهم إن الذين لديهم 1000 صديق وأكثر يكون لديهم حجم المنطقة الصدغية للدماغ المسؤولة عن العواطف اكبر من حجمها لدى الذين لا يزيد عدد أصدقائهم عن 300 صديق !
وقبل ان تراجع صفحتك على الفيسبوك ، عليك الانتباه الى ان العلماء والأطباء في البلدان المتقدمة اعتادوا على طرح أسئلة افتراضية باستمرار ، وسرعان ما تتحول إجابات هذه الأسئلة الافتراضية - حتى وان بدت لك طريفة وتحشيشية - إلى حقائق علمية يتم التأكد منها بالتجربة والاستنتاج واستخدام مختلف طرق ووسائل التحقق العلمية والتشريحية والإحصائية ، ومن هذه الأسئلة التي تصدى لها علماء من بريطانيا مؤخرا ذلك السؤال المتعلق بحجم دماغ مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقته بعدد أصدقائهم على هذه الشبكات ، وبصياغة أخرى فأن السؤال هل إن عدد الأصدقاء الافتراضيين والفعليين له علاقة بحجم المادة السنجابية في أدمغتنا أم لا ؟
وعليك أيضا أن تعلم قبل مراجعتك الصفحة للتأكد من عدد أصدقائك الافتراضيين ، وعدد الفعليين منهم للتأكد من حجم المنطقة الصدغية لدماغك ، فأن عليك معرفة إن الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي تنقسم إلى منطقتين رئيستين هما المادة البيضاء والمادة السنجابية ، وهذه الثانية هي موضع العمليات الذهنية والعاطفية وتخزين المعلومات ، وبمعنى آخر فقد يدل عدد الأصدقاء الكبير على إن المادة السنجابية تحتل حيزاً كبيراً من دماغك ، والعكس هو الصحيح ، لكن ذلك لا يدل في كل الأحوال على الذكاء الخارق ، فالبحوث العلمية البريطانية لا زالت مستمرة للتوصل إلى تفسير مفصل للعلاقة بين حجم الدماغ وعدد الأصدقاء الافتراضيين والفعليين.
أما إذا قررت أن تعمل جرداً على طريقة حساب الأشخاص الفضائيين، وهم - وفق المفهوم العراقي المتداول رسمياً وشعبياً – اولئك الأشخاص الذين لديهم وجود في سجلات الرواتب الشهرية ولا وجود لهم في الواقع ، فأن عليك أن تشطب على عشرات وربما مئات من الأصدقاء الفضائيين الافتراضيين والواقعيين الذين تحسبهم أصدقاء ، لكنهم ليسوا أكثر من أرقام بلا وجود حقيقي في حياتك ولا تفاعل ولا انسجام ولا معنى! وفي هذه الحالة فأنه من الأفضل لك ولهم ، والأريح لك ولرأسك وللمادة السنجابية في دماغك ، ان تشطبهم من دون خشية ولا تردد ، وبالأخص اولئك الذين يسببون لك صداعاً أو يعكرون مزاجك كلما مررت بهم أو مروا بك!
غير اني لا أنصحك أن تفعل ذلك ، لأنك لو فعلتها فستكتشف إن المادة السنجابية في دماغك بحسب الدراسة البريطانية لا تزيد عن حجم المادة السنجابية في دماغ العصفور ، وأنك بلا ريب ستردد مع نفسك مستغرباً مندهشاً .... وما أكثر الأصدقاء في العالم الأفتراضي والواقعي حين تعدهم ، لكنهم في" التفاعل " قليل!
جوجل نيوز
