عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العطاء الإنسانى والدم الشيطانى

العطاء الإنسانى والدم الشيطانى

بقلم : حنان خيري

عندما نشعر "بالزحمة"فى أى مكان ينتابنا ضيق وتوتر وأختناق ونحاول بسرعة الفرار والتخلص من المكان ..ولكن ماذا يفعل الإنسان عندما تقتحم الزحمة فكره ونفسه وكيانه وتحاصره وتضغط على مشاعره وتكاد تخنقه!!فهذه الأحاسيس شعرت بها عندما سجنتنى ساعات طويلة وراء قضبان الحزن والأسى والألم على سرقة الإنسانية من القلوب والنفوس ولم نعرف لماذا سرقت؟



هل نتيجة الأهمال ولعدم معرفة قيمتها..أم بسبب شروخ دامية داخل القلوب والعقول أدت إلى إنهيارها !!وهل نعرف معنى العطاء الإنسانى أم نجهله !كل هذه التساؤلات تزاحمت بنات أفكارى حزناً والماً على ما ضاع ..ولذلك علينا أن نقول ماهى مواصفات  العطاء الإنسانى وننادى عليه ونبحث عنه ربما يعود ..

لانغالى إذا قلنا أنه أقدس رابطة إنسانية قوية بين البشر حيث أنه المنبع الحق للخير فى الحياة ،ولا يمكن أن تنمو زهرة وأن تنضج ثمرة وأن يشب إنسان إلا إذا كان هناك عطاء مخلص محب للخير شفاف خال من المصالح والإنانية والشر ..ولا تنمو الموجودات إلا بالضمير الإنسانى المعطاء لأن النمو يحتاج إلى رعاية والرعاية الحقيقية التى تضمن النمو والأستمرار لا تأتى إلا بالعطاء الإنسانى

فالألتزام والاحساس بالواجب و تكريس نفسك  للعمل والعطاء من أجل ما تحب بصدق وشفافية من أهم الصفات السوية التى فطرنا الله سبحانه وتعالى عليها ..فالإنسان هو الكائن الوحيد الذى يستطيع أن يكرس حياته ويقدمها فداء لمن يحب ..والحيوان لا يستطيع أن يفعل ذلك،ومن ثم العطاء المطلق هو فعل إنسانى بحت فالعيون الساهرة التى تضحى بأرواحها وترتوى الأرض بدمائها من أجل حماية الوطن شاهد عيان على وجود العطاء المحب الصادق المخلص وهذا من المؤكد أنه موجود ، ولكنه ضائع ومنهار لدى البعض الآخر فمنهم من فقد فكره وانهارت مبادئ الإنسانية بداخله وتبدلت لتحل محلها الدوافع الإجرامية اللأإنسانية المدمرة الهدامة الملطخة بدماء طاهرة مضحية بأرواحها من أجل العطاء الإنسانى فكم الحزن والألم الذى أنتابنى عندما شاهدت دماء شهداء الشرطة فى الحادث الخائن الشيطانى الدموى الذى هز الكيان الإنسانى وسكن الحزن قلوبنا ونفوسنا ..ولذلك نجد العطاء الإنسانى فى هذا الحادث الأليم من قبل شهداءنا الأبرار والآيادى الشيطانية ملوثة بالدماء ..فهولاء ليسوا بشر بل شياطين سكن الجهل عقولهم والظلام قلوبهم والإجرام نفوسهم والغدر أرواحهم ولكن صورتهم تشبه الإنسان فقط !!

وفى النهاية يهتف الإنسان الحقيقى صاحب القرار الصائب المعطاء السوى من أعماقه رافضاً للظلم والظلام والجهل والكراهية والغدر والخساسة والضعف ..إذن لابد أن نعرف معنى الإنسانية الحقيقية فالإنسان الحقيقى شجاع قوى حازم ورغم قوته فهو متواضع وتواضعه مصدر رحمته وتلك هى الشخصية الثرية السخية اللامحدودة الطموحة المحبة للخير المعطاءة ،اما الإنسان الزائف فهو لديه فقر فى شخصيته وخلل فى قراراته ومواقفه فتتصف بالضعف والهشاشة والفشل ..ومن هنا حاولت أخرج من وراء القضبان التى سجنت مشاعرى الحزينة على العطاء الإنسانى المضحى بروحه وقسوة الشياطين الدمويين الذين ماتت الإنسانية ودفنت وتعفنت بقلوبهم ونفوسهم ،وبين كل الزحام الفكرى والنفسى لم تهدأ مشاعرى تجاه انصاف البشر الذين "يتمرجحون "على الحبال ويركبون الأمواج ويهربوا من العواصف والرياح المضادة لتوجههم وأيضاً أنزعجت نفسى من بعض المسئولين الطيبين الذين يسلكون منهج اللاسلم واللاحرب يعنى "ماشى الحال "ونحن فى مفترق طرق "نكون ام لا نكون ".

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز