عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الصُعود على مسرح الحياة

الصُعود على مسرح الحياة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

إذا أردت أن تحكم على قصة ، أو حكاية ، أو موقف ، فنصيحتي لك أن تقرأها ، أو تسمعها ، أو تعرفها ، من البداية للنهاية ، وأن تُحاول أن تضع نفسك موضع أبطالها ، وأن تتعايش مع ظُروفهم وأحاسيسهم ، فلا يكفي أن تأخذ موضع المتفرج فقط ، فبالرغم من حيادية المُتفرج ، إلا أنه يشعر دائمًا بأنه الأعلى ، وأنه لا يمكن أن يقف في هذا الموقف ، والسبب في ذلك باختصار أن المُشاهد العادي يختار الشخصية الأقرب له في الرواية ، ويرفض الشخصية التي لا تروق له بكل واحدة صفات من كلتا الشخصيتين ، فالإنسان مزيج إنساني غريب ، يجمع الكثير من المتناقضات ، ولا يُمكنه أن يحكم على نفسه إلا إذا عاش المواقف والأحداث ، وفيما عدا ذلك ، فهو يظن ويتوقع ، ويُفلسف الأمور كيفما يشاء .



فللأسف ، الإنسان لا يلتمس الأعذار ، إلا حينما يعيش في ذات الظروف ، فهو دائمًا يظن أنه أقوى من المواقف ومن الحياة ، وأنه لا يمكن أن يسقط ضحية للظروف ، أو الأحاسيس ، ولكن كل هذا يتغير حينما تضعه الحياة أمام امتحان حقيقي ، فهنا فقط يعرف حقيقته وقدراته ، ويبدأ في سرد الأعذار لنفسه ، ليس فقط أمام الآخرين ، ولكن أولاً أمام نفسه ، فهنا يبحث عن المُبررات وربما يصطنعها ، ويتذكر أنه في يوم من الأيام أبى على الآخرين أن يأتوا بذات التصرفات ، بل إنه كاد أن يجلدهم ، ورفض أن يترك لأذنيه العنان أن تسمع أعذارهم أو مبرراتهم ، فهل هذا ما يطلق عليه الكيل بمكيالين ؟ ربما ، ولكن هي النفس البشرية التي لا يُمكنها أن تدرك كنه الأمور من الخارج ، بل لابد أن تدخل في أعماق الحياة ، وتعيش في أغوارها ؛ حتى تستطيع أن تحكم بشكل حيادي وعادل ، إنها طبيعة بشرية خُلقت معنا وأصبحت جزءً من تكويننا ، وفي النهاية ، فعلينا أن نترك ساحة المُشاهدة ، ونصعد إلى مسرح الأحداث ، إذا أردنا أن تصدر أحكامنا بمنتهى العدالة والشفافية .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز