عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ترامب ...أميركا أولا

ترامب ...أميركا أولا

بقلم : محمد رزق
مع حلف دونالد ترامب اليمين الدستوريه فى مبنى الكابيتول الامريكى انتقلت رسميا السلطة اليه من ادارة الرئيس السابق بارك اوباما بعد 8 سنوات هى عمر فترتين رئاسيتين من الحكم انتقال السلطة وصفه ترامب بانه انتقال سلس موجها الشكر الى سلفه اوباما على الرغم من العراقيل والتى ضعتها ادارة اوباما  لترامب وادارته الجديده فى الاسابيع القليلة التى اعقبت الانتخابات الامريكيه فى نوفمبر الماضى.
 
وصول دونالد ترامب الى سدة الحكم فى الولايات المتحدة الامريكيه جاء بمثابة التسونامى الذى عصف بالمؤسسات والنخب السياسيه حتى نجوم هليود هناك فتوقعات وسائل الاعلام ونتائج استطلاعات الراى كانت دائما تضع هيلارى كلينتون فى المقدمة وبفارق كبير يرجع ذلك لعدة اعتبارات فى مقدمتها لغة واساليب ومواقف  ترامب التى انتهجها خلال حملاته الانتخابيه والتى وصفت بانها فظة ومثيره للجدل خاصة ما يتعلق منها بالمراة والاقليات والمهاجرين والتى اثارت غضب تلك الشرائح فى مجتمع قائم على التعددية والاختلاف.
 
لكن خطاب ترامب وبرنامجه الانتخابى استقطب فئات اخرى من المجتمع الامريكى شرائح تبحث عن المثيروالمدهش والمختلف وقد وجدت تلك الشرائح فى لغة ترامب ضالتها فانحازت اليه وصعدت به الى المكتب البيضاوى فى البيت الابيض بعد ان ملت الخطب التقليديه النخبويه العتيقة التى تتحدث بها هيلارى كلينتون والساسة الاميريكيين.
 
وصل الملياردير الامريكى دونالد ترامب  الى سدة الحكم وهو رجل تجارة واعمال لا خبرة له بالسياسيه ولم يتمرس على اساليبها ودهاليزها ومكرها وخداعها لذا كانت كلماته فى خطاب التنصيب نابعه من تلقائيته وعفويته التى بها استطاع الفوز وتحقيق ما يشبه المعجزه.
 
لا شك ان قيادة ترامب للولايات المتحدة الامريكيه ومن خلفها العالم باعتبار اننا مازلنا نعيش فى النظام العالمى احادى القطبية الذى تقوده اميركا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وعلميا ليس امرا يسيرا او سهلا فهناك تحديات جسام فى انتظار حاكم العالم الجديد على الصعيد الداخلى والخارجى.
 
وعلى الرغم من اعلان ترامب عن خططه واتجاهاته وسياساته تجاه عدد من الملفات الداخليه والخارجيه الا ان التطبيق على ارض الواقع امرمختلف.
 
ترامب وفى خطاب التنصيب تعهد باعتماد رؤية جديده للحكم تقضى بان يكون الشعب الامريكى هو الحاكم فقد قال اننا هنا الان لسنا لنقل السلطة من ادارة اوباما الى ادارة ترامب لكنها نقل السلطة من واشنطن الى عموم الامة الامريكيه وهو خطاب شعبوى اشتراكى يختلف مع تقاليد الراسمالية الامريكيه لكنه يتفق مع اتجاهات ساكن البيت الابيض الجديد.
 
ترامب رفع شعاراميركا اولا عن طريق حماية الحدود وبناء طرق وجسور وانفاق ومطارات وبناء مصانع وتشغيل ملايين العاطلين وان كل قرارحول التجارة والضرائب والهجره والشؤؤن الخارجيه سيتخذ لصالح الاميريكين والعائلات الامريكيه  تحدث ترامب عن انه لفترة طويله جنت مجموعه  صغيره فى واشنطن مكاسب الحكومة فحين ان غالبية الاميريكين ظلوا محرومين فقد ازدهر السياسيون وتركت الاعمال واغلقت المصانع وحمت المؤسسات نفسها لكنها لم تقم بجماية مواطنى بلدنا ترمب.
 
 هنا يدخل فى صدام مبكر مع المؤسسات الامريكيه المهيمنه على شئون الحكم والسياسيه كان ذلك واضحا وملفتا عندما هاجم وكالة المخابرات المركزيه الامريكيه سى اى ايه بشكل علنى وصريح.
 
ترامب على الصعيد الخارجى اكد على ان بلاده ستسعى الى صداقات وحسن نوايا مع دول العالم على اساس ان من حق الشعوب ان تضع مصالحها اولا وبدون ان نفرض عليها  طريقة حياتنا ترامب اشار الى ان اميركا ستعزز التحالفات القديمة وتشكل تحالفات جديده وتوحد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامى المتطرف وهى رسالة قوية اراد ترامب ان يرسلها الى اصدقاء الولايات المتحده وحلفائها التقليدين خاصة دول الناتو والدول الاوربيه التى انزعجت بشده من وصول ترامب الى السلطة لكنه فى ذات الوقت يرسل رسائل اخرى الى تحالفات جديده قد تكون روسيا فى مقدمتها خاصة فى ظل الرسائل الايجابيه المتبادلة مؤخرا بين الطرفين.
 
يخطىء من يعتقد ان سياسة الولايات المتحده الامريكيه سوف تنقلب راسا على عقب بوصول دونالد ترامب الى البيت الابيض لكنها بلا شك سوف تتخد منحى اخر تجاه العديد من الملفات الساخنه فى المنطقة العربيه والعالم وستبقى الاولويه لادارة ترامب على الاقل فى المنظور القريب هى اميركا اولا.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز