عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سياسات الصحة ونُظم الرعاية الصحية (2)

سياسات الصحة ونُظم الرعاية الصحية (2)

بقلم : د. أحمد الديب

حاولنا في المقال السابق أن نلقي الضوء علي تعريف سياسات الصحة ومحدداتها بشكل عام وأوضحنا أن نظم الرعاية الصحية نظم تفاعلية بامتياز تتفاعل مكوناتها مع بعضها البعض كما تتفاعل مع محيطها الخارجي السياسي والإجتماعي .وقبل أن نلقي الضوء علي نقاط الضعف والقوة في النظام الصحي المصري لا بد لنا من التعرف علي مكونات أي نظام صحي والتي هي بمثابة اللبنات التي يتكون منها البناء :



1. ءالحوكمة.
2. المعلوماتية.
3. التمويل.
4. التقنية الطبية والادوية.
5. الموارد البشرية.
6. تقديمات الخدمات الصحية.

يتكون النظام الصحي المصري من ثلاث قطاعات رئيسية :

1. القطاع الحكومي ، وهو الذي يتمثل في وزارة الصحة ، ووزارة التعليم العالي (المستشفيات الجامعية) ووزارة الدفاع(الخدمات الصحية للقوات المسلحة) ، وغيرهم.
2. القطاع شبه الحكومي (إذا جاز لنا المسمي) ، والذي يدار من قبل الدولة (وزارة الصحة) ، لكنه يتميز بميزانية مستقلة وطبيعة خاصة من الإستقلالية النسبية ، كالهيئة العامة للتأمين الصحي ، وهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية ، ومؤسسات الطب العلاجي.
3. القطاع الخاص ، والذي يتكون من المستشفيات الخاصة ، وعيادات الأطباء ، والمستشفيات الخيرية وغيرهم.

يحتوي النظام الصحي المصري علي نقاط قوة لا بد أن تكون المنطلق في أي محاولة لتعزيز النظام الصحي أو إصلاحه ، وإلا فإن المكتسبات التي اكتسبها النظام الصحي المصري منذ عقود ستُهدم لنبدأ من نقطة الصفر مرة أخري ، ولعل أبرز هذه النقاط الإيجابية هي:

1. البنية التحتية الكثيفة لمؤسسات تقديم الخدمة الصحية في الثلاث مستويات للرعاية ، الأساسي والثاني والثالثي.
2. أكثر من 90% من المواطنين يمكنهم الوصول الفعلي إلي الخدمة الصحية.
3. أكثر من 90% من الأطفال قد تَلَقوا جرعات التطعيم كاملة.
4. وجود معايير لجودة الرعاية الصحية ومعدلات للأداء.
5. نظام إسعاف تم تحديثه وتطويره من حيث المَركَبات أو التدريب.
6. الطبيب المصري طبيب كُفء (علي العكس مما هو شائع) ويستطيع الإندماج في نظام صحي فعال إذا ما تم التركيز علي تدريبه وتطوير مهاراته وحل مشاكله الخاصة كالمستحقات المالية أو التوزيع وغيرهما.

وفي المقابل نجد مشكلات ومعوقات النظام الصحي المصري والتي لا بد أن ينظر إليها علي أنها فرص للتحسين والتطوير ومنها :

1. ضعف الإنفاق علي الرعاية الصحية.
2. قلة الكوادر الإدارية المدربة .
3. سوء التوزيع سواءاً فيما يتعلق بالأطباء ما بين الريف والحضر أو الإنفاق علي الرعاية الصحية في المحافظات.
4. اضطلاع وزارة الصحة بكل الأدوار تقريباً ، كواضع للسياسات ، وممول ، ومقدم خدمة ومنظم .
5. ضعف النظام المعلوماتي سواءاً الإداري أو الطبي وسوء التنسيق .
6. زيادة عدد الأطباء (أربع أضعاف الدول المثيلة في الدخل القومي).
7. عدم التوصل إلي قانون للتأمين الصحي شامل ومتوازن وذي كفاءة حتي الآن.
8. تشرزم نظام الرعاية الصحية في قطاعات مختلفة دون تحكم إداري واضح ومتكامل.

وتمثل مكونات ، وكذا نقاط القوة والضعف في النظام الصحي المصري منطلقاً هاماً لا غني عنه لواضعي السياسات في سبيل التشخيص الصحيح ومن ثم المضي قدماً نحو التخطيط السليم . الطريق طويل لا شك والتحديات جمة بحجم الطموحات . لا غني لمصر عن نظام رعاية صحية ذي كفاءة وذي جودة و أي محاولة للإصلاح أو لتعزيز نظام الرعاية الصحية لا يمكن أن يدار اعتباطاً دون رؤية وموضوعية وكفاءة  إذا أردنا المضي قدماً نحو المستقبل.

*خبير إدارة وجودة الرعاية الصحية. 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز