عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحبال تدوووب !!

الحبال تدوووب !!

بقلم : حنان خيري

سؤال يستحق أن نفكر فيه حيث أننا أصبحنا نخسر كل ثانية فى معاملاتنا وعلاقاتنا وسياستنا ،يعنى تقريباً فى كل شئ ولكن عندما نراجع أنفسنا نجد أن العلاقات الأجتماعية تحولت إلى أشلاء فكم من القصص والحكايات التى نتج عنها تمزيق الترابط والتراحم بين "الأخوة،الأصدقاء ،الأهل ،الجيران ،الزملاء ،المخطوبين،الأزواج



وأذكر فى الكلمة التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة عيد الشرطة تحدث عن أرتفاع نسبة الطلاق ..وفيما قبل تحدث عن العودة إلى عادتنا الطيبة فى علاقاتنا الإنسانية ..ولذلك نتـساءل  لماذا تؤجل سؤالك عن من يهمونك ولماذا تحولت العلاقات كالثج فى التعامل ولماذا نتراجع وننتظر حتى تتقطع حبال المودة والتعاطف والتراحم ؟فالأمر تحول إلى من يتبادر بالأتصال وتتحول المشاعر الطيبة إلى إنفعالات وعتاب وغضب وقطيعة .وتستمر هكذا إلى أن تتبدل العلاقات لتكون باهته حامضة مزيفة ذابلة حيث أنها تعكرت وفقدت الشفافية والأزدهار كالثمار التى فات آوان حصادها فذبلت على أغصانها !!

فالرحمة هى بلسم العلاقات مع الآخرين ،وروح الأتصال الصحيح وبدونها تصبح الحياة جافة وتفقد قيمتها ويصبح الأتصال بدون معنى ولا روح ،فمشاعر المودة والصفاء أهم ما يميز العلاقات السوية بين البشر ولذلك التعاطف والصدق والأحترام لمن حولنا ينتج عنه الوضوح والتفاهم والحوار المثمر على كافة المستويات فالمعاملات ليست بحاجة إلى دراسة لانها فطرتنا السمحة التى ينبغى أن نتمتع بها دون قوانين وضعية ،ومن هنا يجب على كل من يحمل أمانة الكلمة الصادقة أن يرفض النسيان وينبه من حوله بمعانى الحياة السوية بيننا ،فلا تؤجل تصحيح خطأ بالاعتذار ولا تتأخر عن التواصل مع من يحتاج منك السؤال عنه بالود والنقاء ،فعلينا تصحيح الشروخ التى كادت تدمر وتمزق المجتمع .

فالعلاقات الإنسانية هى ما تميزنا عن باقى المخلوقات فلنتعامل مع بعضنا البعض بأحترام وننقى قلوبنا ونشعر بالسلام بداخلنا فالبساطة والعفوية أقصر الطرق للوصول إلى التراضى والراحة النفسية فى المعاملات الإنسانية ..فأسعد الناس من يتواصل مع الآخرين فمحبتهم وسام شرف يستحق أن يرفعه كل محبوب أمام الناس ،فهى سلوكيات فى حد ذاتها تحتاج إلى لين وخلق قويم وبشاشة صادقة فى الوجه وحسن معاملة تجعلك متصالح مع نفسك ومع من حولك ..ولذلك لابد أن نكون على وعى بكيفية التعامل مع مشاعرنا السلبية بشكل صحى فنحن نمر فى حياتنا بكثير من المحطات التى لا نستطيع فيها تحقيق النتائج التى نتمناها وهو أمر طبيعى ولكن لابد من الأستعداد لنواصل رحلتنا ونتعلم كيف نخرج من الحالة السلبية !!فمن المؤكد أن كل إنسان سوى يعيش فى حالة سلام داخلى مع نفسه وهذا ينعكس على علاقاته بالناس وفى أتقانه لعمله وكل شئ فى حياته ،فالتواصل والتعاطف بين الناس هو التعبير عن المودة والأهتمام بهم له أساليب مختلفة .على سبيل المثال"ليه تستنى لما العتاب يكون حامض والضحكة باهته والفرحة ذابلة "وبالتالى النتيجة معاملات مشروخة هاشة من السهل أختراقها وهدمها فكيف يستمر المجتمع ثابتاً قوياً بنفوس مفككة !

حيث أن الإنسان لم يخلق وحيداً منعزلاً فكلنا نكمل بعضنا لبعض فإذا أصاب أحد منا بمصيبة فتصيبنا جميعاً ولذلك لابد أن نتعلم كيف نحترم بعضنا البعض وهذا يتم فى تواصلنا الإيجابى بعيداً عن السلبية التى مزقت الأوتار الإنسانية وأوشكت على إنقطاع احبال التواصل والتراحم والتعاطف بيننا ..فطريقة مواجهتنا للتحديات الداخلية والخارجية تتحدد بشكل كبير بكيفية تعاملنا مع أنفسنا فبجانب كل علاقاتنا بالآخرين علينا أن نكون متصالحين مع خطواتنا ..وبالتالى لابد نستوعب أننا أمام مسئولية إنسانية تجاه مجتمعنا لنعود به إلى أصوله السليمة القوية بالدروع الأجتماعية التى تحميه وتصد عنه اى أختراقات مسممة ،وهذا بعدم تأخيرنا عن التواصل والتلاحم والتسامح والمودة والتعاطف والشفافية والتلقائية وعتاب العشم لمسح الغضب أول بأول .

وأخيراً :"ليه نستنى لما الحبال تدوب!!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز