عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
انتقام الزوجة الأولى!

انتقام الزوجة الأولى!

بقلم : د. طه جزاع

من المؤكد إن سجلات الشرطة والقضاء في كل المجتمعات ، والشرقية منها على وجه الخصوص ، تحتفظ بمحاضر علنية وسرية ، عن حوادث انتقام يكتسب بعضها صفة الجرائم تقوم بها النساء بعد تحولهن من كائنات عاطفية رقيقة ومسالمة ، إلى كائنات شرسة منتقمة بسبب الانفعال الذي ينتج عادة عن إقبال أزواجهن على الزواج من امرأة أخرى ، وتصل حوادث وجرائم الانتقام من استنزاف الزوج مادياً أو دس السم في طعامه أو ضربه ضرباً مبرحاً قد يصل إلى الموت لتشفي الزوجة غليلها وتطفئ نيران قلبها التي استعرت نتيجة هذه المحنة العاطفية والاجتماعية،غير إن الحادثة التي شهدها أحد أحياء بغداد الراقية قبل عامين قد تكون الأولى التي يتهم فيها الزوج بالإرهاب وهو نائم في أحضان العسل الثاني! ويمكن أن تسجل تلك الحادثة في سجل الحوادث الطريفة ، لولا انها أيضا يمكن أن تفضي إلى نتائج وخيمة في إشغال الأجهزة الأمنية ، وإلحاق الرعب والفزع والأذى بمواطنين أبرياء ، كل جريرتهم انهم وقعوا ضحية لمكيدة نسوية!



وقد بدأت تلك الحكاية التي نشرت أحداثها الصحافة المحلية في حينها عندما تلقى أحد مراكز الشرطة بلاغاً هاتفياً من سيدة في العقد الرابع من عمرها ، تؤكد فيه إن زوجها هو قيادي بارز في تنظيم " داعش" وانه كان قبل أيام في الموصل ويخطط حالياً لهجمات إرهابية ولديه متفجرات في منزل جديد اشتراه قرب ورشة الحدادة الخاصة به ، وانه ينوي الفرار من المنزل لأنها تشاجرت معه بعد اكتشافها انه إرهابي ، وهددته بإبلاغ الشرطة لأن الوطن أغلى منه و .. و  .... .  وبناء على هذه المعلومات الخطيرة تم تشكيل قوة من جهاز مكافحة الإرهاب وفصيل الاقتحامات توجهت إلى عنوان الزوج ، لكن بعد وصول القوة وتحطيمها باب المنزل ، تبين بعد تحقيق سريع إن الرجل كان في ليلة دخلته على زوجته الثانية حيث انتهى أصدقاؤه من زفافهم لصديقهم العريس قبل نصف ساعة من عملية الاقتحام! وكان من نتيجة اقتحام المنزل إن العروس دخلت في حالة إغماء ، وتم اعتقال الزوجة الأولى التي أرادت الانتقام بهذه الطريقة بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات! وقد اكتمل هذا المشهد الدرامي الذي يشبه أحداث المسلسلات التركية الغرامية ومؤامرات ودسائس ومكائد حريم السلطان ، بحديث لوالد الزوجة أعلن فيه عن أسفه لما حدث " لكن زوج ابنتي يستحق ما حدث له ، وأعتقد انه يحتاج إلى تأديب من نوع آخر"  معربا عن رضاه التام لما فعلته ابنته!

ولكل حادثة دروس مستنبطة كما يقال ، ومن دروس هذه الحادثة ضرورة تدقيق الشرطة بالبلاغات التي تصلها قبل أن تبذل وقتاً وجهداً استثنائياً في استجابتها لمثل هذه البلاغات الكاذبة في مثل هذا الظرف الأمني المضطرب . أما الدرس الثاني فهو للأزواج الذين ينوون الزواج مجدداً .... إحتسبوا جيداً في الاختفاء من أنظار زوجاتكم واجعلوا عناوينكم الجديدة عصية عليهن وأنتم تمارسون حقوقكم الشرعية في الزواج من ثانية وثالثة ورابعة .... أو ما ملكت أيمانكم!

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز