عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"كهرباءٌ" جديدة تَدُبُ في أوْصَالِ الدولةِ المِصْرِيَة

"كهرباءٌ" جديدة تَدُبُ في أوْصَالِ الدولةِ المِصْرِيَة

بقلم : د. شريف درويش اللبان

أمس الأحد كانت قلوبُ المصريين ترنو إلى الجابون حيث تُعقد بطولة الأمم الأفريقية، البطولة الأكثر تفضيلاً لمنتخب الفراعنة، حيث فاز بها سبع مرات على مر تاريخها متفوقًا عما يليه من المنتخبات بثلاث بطولات كاملة، لعلها كانت البطولات الثلاث التي فاز بها المنتخب ثلاث مرات متتالية تحت قيادة الكابتن حسن شحاتة. لقد كانت مصر منذ صافرة البداية لهذه البطولة بعيدة عن مستواها، ولكن الفراعنة كعهدهم دائمًاتُعتبر المعجزات وقهر الصعاب وتحقيق المستحيل جزءًا لا يتجزأ من السبيكة المصرية التي يتكون منها معدن المصريين الأصيل الذين لا يُعرف معدنُهم الحقيقي سوى في وقت الشدائد.



فرغم الأداء السيئ الذي أديناه في أول مباراتين بالبطولة، إلا أن المباراة الثالثة والفاصلة مع غانا على صدارة المجموعة أيقظت الفراعنة من غفوتهم، وربما أيقظت فيهم المارد العملاق الذي لم يرضَ بالتعادل مع غانا رغم أنه يضمن صعود المنتخبيْن إلى الدور التالي، بل إن وجود المدرب الإسرائيلي على الخط جعل المباراة دفاعًا عن الوطنية المصرية التي خاضت حروبها دفاعًا عن العروبة والإسلام وفلسطين منذ 1948 حتى 1973، إن موقعة غانا والانتصار المؤزر فيها لا تقل في رأيي عن أي من هذه الحروب، ولا ننسَ أن كرةَ القدم والرياضات الأخرى كانت دومًا امتدادًا للصراعات أو التوافقات بين الدول، لا ننسَ دبلوماسية تنس الطاولة بين الولايات المتحدة والصين، ولا ننسَ مباريات كأس العالم بين إيران والولايات المتحدة، ولا ننسَ أن ثمة مباريات في كرة القدم في أمريكا اللاتينية أدت إلى نشوب حروب بين دول.

ونأتي إلى مباراة الأمس مع "الشقيقة" المغرب، والتي كانت معجزة بكل المقاييس تألق فيها الجميع وعلى رأسهم عصام الحضري الحارس الأول في أفريقيا والعالم ليس سنًا بل خبرةً وتألقًا وشبابًا، إلا أن هدف "كهربا" بفولته العالي لم يؤدي إلى سخونة أجواء المباراة فحسب، بل إلى أن تدب هذه "الكهربا" في أوصال الشعب المصري، لأن هذا الهدف أعاد فرحة المصريين والتفافهم حول مفهوم الوطن والوطنية الذي حاول البعض اجتزائه، وجعل المصريين يرفعون أعلامَ مصر عاليةً خفاقة رغم كل المصاعب والتحديات الجِسام التي تواجههم، وهذا ما جعلني أكتب أمس على الفيس بوك: تعيشي يا بلدي .. يابلدي تعيشي.

الانتصارات تؤدي إلى الانتصارات.. ليس في كرة القدم فقط بل أيضًا في مسيرة الدول والشعوب ونهضتها ويقظتها من غفوتها، ولعل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أسوان وحرصه على مشاهدة مباراة مصر وغانا مع أبنائه من شباب مصر وحرصه أمس على متابعة مباراة مصر مع المغرب في أديس أبابا حيث تُعقد القمة الأفريقية تؤشر إلى أن الرئيس يكافح من أجل عودة الانتصارات المصرية في كل المجالات .. في السياسة .. في مكافحة الإرهاب.. في التنمية والمشروعات القومية .. في تمكين الشباب وحل مشاكلهم .. في عودة الاستثمارات والسياحة.

إن زيارة الرئيس السيسي لأسوان بعثت عديدًا من الرسائل الإيجابية من أرض طيبة.. رسائل أعتقد أنها ستؤتي ثمارها في قادم الأيام.. ولعل أول هذه الرسائل هو جو الاستقرار والأمان الذي تنعم بها البلاد في إحدى أهم البقاع السياحية، فعندما يستقل الرئيس والسيدة قرينته حنطورًا على نيل أسوان لمدة 20 دقيقة كاملة، فإن هذا كفيلٌ بإعطاء إشاراتٍ إيجابية للسُياح وشركات السياحة في العالم أن مصر الحضارة والتاريخ مستقرة آمنة تفتح ذراعيْها للعالم أجمع.

وعندما يجلس الرئيس حوالي ساعتيْن مع أبنائه الشباب يتابع مباراة مصر وغانا، فهذا يعكس مدى قُرب الرئيس من أبنائه ومحبته لهم ومشاركتهم اهتماماتهم وفرحتهم بالفوز الذي تحقق، لأن هذا الفوز هو فوزٌ لكلِ المصريين بدايةً من الرئيس ووزير الشباب والرياضة وحتى أصغر مواطن مصري متحمس لفريق بلاده وعلمه ونشيده الوطني وعِزته القومية.

وحين يجلس الرئيسُ على مدارِ يوميْن كامليْن مع شباب الصعيد وأهله الذين تكتسي وجوههم بسُمرة النيل الخالد، ليناقش معهم مشاكل الصعيد ومقترحاتهم لحلها، وعندما يخرج من بينهم من ينتقد محافظ أسوان فيحتضنه الرئيس ويشجعه على التعبير عن رأيه بحرية، بل وأن ينزل معه في جولة تفقدية لموقع شركة كيما ليتفقد محطات الصرف بها، ويأخذ بمقترح الشاب لتطوير الصرف بحيث لا يؤثر على نيل مصر واستخدام مياه الصرف المعالجة معالجةً ثلاثية في أغراضٍ أخرى، لتكون قيمةً مُضافة بعد أن كانت عبئًا ومشكلة.إن هذا يُشعرك بأن مصر بدأت مرحلةً جديدة من الديمقراطية التشاركية، حيث للمواطن رأيٌ في معالجة مشكلات وطنه وإقليمه ومدينته وقريته، ودورٌ في إسداء النُصْحِ بكلِ أمانةٍ ومحبةٍ ومسئولية للسلطة التنفيذية للعُكوف على تنفيذها.

إن هدف "كهربا" بعث كهرباءً جديدة ذات ضغطٍ عالٍ ممزوجة بسعادة المصريين النابعة من تمريرات عبد الله السعيد المُتقنة التي كانت سببًا في إحراز معظمِ أهدافِ مِصْرَ في البطولة.. وأعتقد أن هذه الكهرباء سوف تَدُبُ في أوصالِ الدولةِ المِصْرية في جميع المجالات لتُحقق للمصريين ما يتمنوه لدولتهم التي عادت من جديد وفقًا لمقولة مدرب المنتخب المغربي.

أخشى أن ينافس "كهربا" وزير الكهرباء الحالي محمد شاكر على منصب الوزير في التعديل الوزاري القادم، لأن هدف "كهربا" ولد من الطاقة الإيجابية لدى المصريين ما قد يعادل الجهد الوافر الذي بذله وزير الكهرباء في إنشاء محطات جديدة للقضاء على ظاهرة انقطاع الكهرباء في أنحاء الدولة المصرية..!!.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز