عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اللي سات فات

اللي سات فات

بقلم : طارق العكاري

زمان لما كنا في المدرسة كان في نوعين من المدراس: المدارس الخاصة والمدارس الحكومية. وكان الفرق بين الاتنين في عدد الطلبه اللي فى الفصول وإن العلوم والرياضة بالإنجليزي وفي إنجليزي مستوى رفيع. إنما كنا يوم الخميس كله بيلعب كوره مع بعض ومفيش فرق حتى في نوع المعلومات أو طريقة التدريس، ومكنش في غير قناتين تليفزيون وملعب كورة وكلنا ثقافة واحدة العربي في المدرسة الخاصة هو العربي بتاع الحكومة، وكان معظم الأوائل من مدارس حكومية ذات سمعة طيبة جداً.



إنما دلوقتي في السات والأي جي والأي بي ( انترناشيونال بكالوريا) كمان. سألت نفسي كتير (زي أغنية فيلم الشبح كده) هو السات ده فيه الخير ولا فيه الشر؟؟ إيه اللي يخلي أمريكا وإنجلترا تفرط في نُظم تعليمهم كده بسهولة لبلاد زينا؟؟ وفضلت مش لاقي إجابة، أكيد مش الفضيلة وتنمية دول العالم الثالث، قلت ممكن عشان يغزو بلادنا بثقافتهم. لغاية ما بنتي دخلت أول تريال سات وفي واحدة معاها ماشاء الله جابت سكور عالي جداً من أول مرة فجالها 15 سكولر شيب من أمريكا من جامعات ترتيبها الخامس والعاشر على العالم، ساعتها بس فهمت هما ليه بيدولنا تعليمهم. ما هما لما بياخدوا المتفوقين من مصر ومن الصين ومن أوروبا والسودان سهل أوي يبقوا أمريكا، وساعتها ربطت بين ده وبين إنهم في أمريكا بيدو جرين كارد للمتفوقين في أخر سنة جامعة ولما لقوا أن الناس مش بتقعد في أمريكا قرروا في الكونجرس أنهم يخلوا الجرين كارد للمتفوقين من سنة أولى كلية.

طيب خلينا نحاول نبص على النص المليان من الكوباية. هو التعليم ده أحسن ولا الثانوية العامة أحسن؟ السات هنعيش مع الإنجليزي والماث بكل جوارحنا وباقي المواد حدث ولا حرج "ضياع". المشكلة إن أولياء الأمور بيفرحوا لما ولادهم ميعرفوش معنى كلمة بالعربي وبيعبروا عنها بالإنجليزي أو تلاقي الأمركة في كل تصرفاتهم. النطق بقى يا سلام إديني في "كريج كارج" بدل "كريدت كارد" و "كونفي" بدل "كونفيدنس"، والأهالي ايه بقى يا سلام "الولاد بقوا أمريكان هاهاها". مش هكلمكوا بقى عن السناتر وان الولاد لازم ياخدوا دروس عند مستر فلان ومستر علان في السنتر أبو 200 جنيه في الحصة. أنا قعدت مرة أحسبها لسنتر من السناتر بتاعة بنتي إن - من غير ما شاء الله - من 250 لـ 600 الف جنيه شهرياً للمدرس طبعاً غير السنتر نفسه، ومفيش ماشاء الله علشان مفيش ضرايب أكيد بتدفع. أما العربي،فالمطلوب درجة النجاح فيه. وإليكم الحوار التالي مع بنتي:

أنا: ذاكري يا بنتى عندك امتحان عربي بكره.

بنتي: ماهو مطلوب درجة النجاح بس.

أنا: أيوه بس لازم تبقي كويسة في العربي علشان تعرفي تقري قرآن على الأقل.

بنتي: ما أنا الحمد لله بعرف أقرأ قرآن كويس وإسأل جدو لما بقراه أدامه وبعدين هو أنا يعني هاعرب في القرآن.

أنا: يابنتي علشان لما تشتغلي تعرفي تكتبي جواب ولا ميل محترم والناس ما تضحكش عليكي.

بنتي: هو حضرتك بتعلمني كل التعليم ده علشان اشتغل في الأخر في شركة الكورسبوندس (المراسلات) بتاعتها بالعربي؟؟

فشل ذريع وخطأ في الاختيار مرعب، مش عارف أى بلد ممكن تقبل بدرجة النجاح في لغتها الأساسية وأي بلد في العالم ممكن يبقى عندها لغة ثانية أقوى من لغتها الأولى في التعليم وحتى لو بلاد كده دى مصيبة سودا علينا كلنا وعلى لغتنا العربية. في الثانوية العامة كنا بنذاكر 7 مواد كلهم تقال أما في السات مادتين وكبيرهم التالتة بتاعة سات 2 وخلاص. ووالنبي بلاش حد يكلمني على المدرسة وباقي المواد وال GPA كله كفته أو معظمهم علشان مزعلش حد. والأكثر بقى ان العيال بتتعب جداً لو دخلوا جامعة حكومية علشان حجم المعلومات اللى داخلين بيه قليل قوي. احنا دايماً واخدين التطبيق وسايبين أساس التكنولوجيا إيه وليه. المشكلة بقى كمان إن الولاد "بيأرجيو" (بيجادلوا يعني) في أي حاجة وكل رد ترده عليهم يخشوا على جوجل افندى يأمن على كلامك، الله يديك الصحة يا بويا انت وحزامك الجميل.

المشكلة أصبحت مشكلة مجتمع بيتشكل من جديد واحنا مش حاسين كام واحد من ولادنا نفسه يسافر وكام واحد مننا بقى عنده أزمة في الجامعات مش الكليات، هيدخل أي جامعة وهنا ولا في اليونان ولا في أمريكا او إنجلترا وادفع يا بابا بقى وقابل تغيير ثقافة واستغنى عن ولادك لانهم مش هيرجعوا.

القضية يا حضرات مش قضية نظم تعليمية، القضية قضية اننا بنستغنى عن ثقافتنا موروثاتنا ووالله اللى فاكر إن النظم دي أحسن من الثانوية العامة احنا واخدين منها جزء ومعندناش أي رقابة على المدارس وباقي المواد، معندناش بوليس دروس خصوصية زي البوليس السياسي بتاع زمان. الثانوية العامة على الأقل بتعلمنا نضغط على نفسنا ونذاكر سنة كاملة أما السات بيعلم العيال الدلع والمذاكرة لحد الترايال ما يعدي وبعد كده نقضيها أي حاجة.

والأظرف بقى من كل ده ان ممكن الامتحان يتلغى علشان كان فيه غش أو نتيجة متطلعش او البلد كلها تتوقف وتتمنع من الامتحان سنة أو اتنين فيضطر الأب الغلبان يسفر ولاده بره علشان الامتحان،يقوم ييجي وزير التعليم يقول لأ إزاي مفيش درجات تعتمد من بره، يا عم والنبي شوف اللي جوه بس الأول.

بصراحة الثانوية العامة بكل ما تحمله من مساؤي أحسن الف مرة من اجتزاء نظام تعليمي في مادتين تلاتة. بالوم نفسي ألف مرة إني دخلت ولادي سات والثانوية العامة أحسن ألف مرة، ياريت اللى بيفكر لسه يدخل ولاده يدرس الأنظمة الاول وياخد عظة من اللي اتورطوا قبله.

فكرت اكتب المقال ده باللغة العربية الفصحى بس حسيت أنه حوار أكتر أقرب للواقع في بيوتنا ان يتقال بالعامية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز