عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الرجل الحقيقي

الرجل الحقيقي

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

كثيرون لا يُدركون صفات الرجل الحقيقي ، فهم يظنون أنه الشخص القوي البنية ، أو من يملك المال أو المنصب والجاه ، ليتحكم في غيره ، بمنتهى القسوة ، وأيًا كان مفهوم الرجولة عند الكثيرين ، ففي النهاية ، ربما تكون هذه الكلمة ضاعت في طيات المفاهيم المغلوطة .



ولكن ، دعوني أفسر لكم معنى هذه الكلمة ، فالرجولة هي الجرأة والشجاعة ، والإنسانية المتدفقة ، والإحساس الصادق ، والإخلاص المتناهي ، والشفافية التلقائية ، فهي رمز ومعنى وإحساس ، فالرجل الحقيقي هو من إذا ملك منح بلا حدود ، هو الذي يُحَمِّل نفسه مسئوليات غير مُطَالَب بها ، هو من يُحب بصدق ، ويُخلص في حبه ، لدرجة تصل إلى حد الإبهار ، هو من لا يعرف الخوف طريقه إلى قلبه ، فهو من تعجز الصفات عن وصفه . للأسف ، هذه الكلمة لم تعد تخاطب الكثيرين ، فالغالبية أصبحوا يبحثون عن المظاهر الخارجية لها فقط ، دون محاولة منهم للوقوف على بواطنها ومدى عمقها ، فالصوت العالي ليس دليلاً على الرجولة ، وقسوة القلب ليست عنوانًا لها ، وكثرة المغامرات العاطفية لا تمت لها بصلة ، فهذه الكلمة أعمق كثيرًا من كل هذه المهاترات ، فهي كلمة رنانة ، وصاحبها له القدرة على أسر كل من حوله بشموخه ونُبله وأخلاقه ، فهو حقًا يستأثر باحترامهم وتقديرهم ، والأهم من ذلك حبهم ، فهو يصنع حالة من البريق الخاطف بمجرد تواجده أو ظهوره ، حتى ولو للحظات ، يا ليت من تخدعهم المظاهر الكاذبة ينتبهوا إلى حقيقة الزيف الذي يُلقون بأنفسهم في أحضانه ، فالحياة قصيرة للغاية ، فلماذا لا يترك الإنسان فيها بصمة ثابتة ، لا يمْحِيها الدهر مع الأيام .

ولا أُنكر أن هناك الكثيرون من يتصفون ببعض هذه الصفات ، ولكن للأسف ، بدأت هذه المعاني تتضاءل تدريجيًا مع الأيام ، ومع انتشار السطحية الفكرية ، وأيضًا مع زيادة التعمق في المظاهر الزائفة ، والتحرر من قيود المفاهيم الصادقة العميقة ، والواقع أننا لو تركنا أنفسنا فريسة لهذه الأمور ، فسنكتشف تدريجيًا أن هذه الكلمة ستتلاشى وتُصبح ذكرى ، وأظن أننا في هذه الفترة نحتاج إلى كل من يحمل هذه الكلمة بكل معانيهـا ؛ لأننا نحتاج إلى الأشخاص الذين لديهم الشهامة والرجولة ، والإحساس الصادق بالمسؤولية ، فلم يعد هناك وقت لنشر معانٍ زائفة تحت عناوين براقة ، لذا علينا أن نسعى إلى الاتصاف بهذه الكلمة بكافة معانيها .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز