عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قصة الحب الأعمى

قصة الحب الأعمى

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

كثيراً ما نكرر مقولة (الحب أعمى) فهل تعرفون القصة وراء تلك المقولة؟ إليكم هذه القصة والتي تعد واحدة من أروع ما سمعت..



منذ قديم الزمن لم يكن إنسان أو مخلوق على سطح الأرض ، و كان العالم كله يتكون من الفضائل و الرذائل فقط ،وذات يوم شعرت الفضائل و الرذائل بشيء من الملل ، وقررت بعد مشاورات أن تلعب لعبة للتخلص من الملل، و أطلقوا على تلك اللعبة اسم "الاستغماية" ..نالت الفكرة إعجاب الجميع ، وبدأت الحكاية..

صاح "الجنون" قائلاً : أنا من سيبدأ اللعب ، أريد أن أبدأ، سأغمض عيناي و أبدأ العد ، أما أنتم فسوف تقومون بالتخفي والاختباء ، وبالفعل انتشر الجميع ، و اتكأ "الجنون" على الشجرة وبدأ العد ..

وبدأت كل الفضائل و الرذائل بالاختباء .. اختبأت "الخيانة" في كومة من الزبالة واتخذت "الرقة" مكاناً فوق القمر أما "الولع" فقد ذهب بعيداً وأخفى نفسه بين الغيوم بينمالجأ "الشوق" إلى باطن الأرض ،و"الكذب" كعادته صرح بأنه سيختبئ تحت الحجارة بينما توجه للاختباء في قعر البحيرة !!

استمر الجميع بالتخفي بينما "الجنون" يعد ... خمسة و ثمانون ، ستة و ثمانون،،

وفي تلك الأثناء كانت كل الفضائل و الرذائل قد اختبأت إلا "الحب" ، و هذا ليس غريباً ، فالحب كعادته لا يقدر على اتخاذ القرار ، و كما عرف عنه فإنه لا يستطيع الاختباء أو التخفي و كلنا يعرف كم هو من الصعب أن يختبئ "الحب" أو يختفي ...

وصل "الجنون" إلى نهاية العد ، و حينها قرر "الحب" أن يقفز فجأة في باقة من الورد وجدها أمامه ..

صاح "الجنون" : تسعة و تسعون ،،مائة ،، أنا آت ،، أنا آت إليكم ..

وكما توقع الجميع ، كان"الكسل" أول الخاسرين ، فهو كعادته لم يحاول بذل أي قدر من الجهد لإخفاء نفسه... أما "الكذب" فقد انقطع نفسه و استسلم خارجاً من البحيرة ...

بينما كانت "الرقة" مكشوفة على سطح القمر ... و لم يبذل "الجنون" أي جهد في العثورعلى "الشوق" ،

كان "الجنون" محظوظاً في لعبته ، فقد وجدهم جميعا دون عناء ، إلا "الحب" !!

فقد جال "الجنون"الكون كله في محاولات يائسة للبحث عن"الحب"،  بحث و بحث و بحث لكن دون جدوى ،

إلى أن جاء "الحسد" و قام بوضع بصمته قائلاً للجنون : "الحب" يتخفى في باقة الورد ،

جرى"الجنون"بسرعة إلى الورد ملتقطاً شوكة خشبية كالرمح مستعملاً إياها في طعن الورد بشكل عشوائي و طائش ليجبر "الحب" على الخروج ...

استمر "الجنون" في طعناته إلى أن سمع صوت "الحب" باكياً لأن "الجنون" قد أصابه في عينه ، و جرحه ...

ندم "الجنون" على عملته صائحاً :

يا إلهي ، ما هذا الذي فعلت!!ماذا فعلت !! لقد تسببت في إصابة "الحب" بالعمى..

أجابه "الحب" بصوت ضعيف : لن يعودإلي بصري يوماً بعد الآن ، لكن ما زال هناك ما يمكنك أن تفعله من أجلي: كن لى دليلاً...

ويبدو أن هذا ما حدث من يومها ، يمشي "الحب" جميع خطواته أعمى ، و"الجنون"يقوده.

 

*استشارى ادارة الموارد البشرية

 


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز