عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"يكفيك كام"؟!

"يكفيك كام"؟!

بقلم : محمد نوار

القناعة أن ترضى بماعندك، وعكسها الطمع بأن تمتلك أكثر مما تحتاج اليه، أما الجشع فهو الرغبة بامتلاك كل شيء وبأي طريقة، والناس بين قانع وطامع وجشع.



وعلاقة الإنسان بالمال متناقضة ما بين الترفع عنه أخلاقياً، والطمع به عملياً، فيقال أن "الغنى غنى النفوس وليس غنى الفلوس"، وهذه هى النظرة الأخلاقية للمال، ويقابلها نظرة عملية تعترف بقيمة المال الاجتماعية، فيقال أن "كل شيء ييجي بالفلوس"، فالمال هنا هو الذي يحدد المنزلة الطبقية للشخص ما بين الغنى والفقر، حيث الغني محترم ظاهرياً ويسعى الآخرين للتقرب منه، بينما الفقير لا يهتم به أحد.

وفي دراسة عن الارتباط بين المال والسعادة، يقرر "أنجوس ديتون" الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد 2015، أن الدخل الذي يحقق السعادة للمواطن الأمريكي هو 6250 دولار شهرياً، يعني 120 ألف جنيه، وهذا الدخل هو الحد الأدنى لتحقيق رغباته اليومية ويجعله سعيداً، أما أكثر من هذا الدخل فلا يحقق له سعادة أكبر.

وفي دراسة اقتصادية للأمم المتحدة سبق نشرها في 2003، أكدت أن معظم الأثرياء لا يستخدمون 80 % من أموالهم الفعلية، وأن ارتفاع دخل الفرد لا يعني بالضرورة توفر قدر أكبر من السعادة، فالناس في اليابان ليسوا أكثر سعادة من الناس في البرازيل.

والسؤال: لماذا يحرص البعض على كسب المزيد من المال وهم يملكون ما يزيد على حاجتهم الفعلية؟، فما تضعه من مال في البنك مقابل ضمان وجوده وإمكانية سحبه في أي وقت، يصبح البنك هو من يستفيد فعلياً من المال الزائد عن حاجتك.

قد لا يقتنع البعض بأن القناعة مازالت كنزاً هذه الأيام، لكن الحقيقة أن من يملك ثروة كبيرة في الغالب لا يستخدم أكثر من 20 % منها كمصروف شخصي، وما يتبقى بعد ذلك يتحول لمجرد أرقام يحتفظ بها البنك، ولذلك يجب إدراك حجم الاحتياجات الفعلية من الأموال والاستفادة منها بدلاً من القلق على ما لا يحتاجه الإنسان منها، حتى يشعر بالاطمئنان والراحة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز