عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روح "1"

روح "1"

بقلم : هويدا عطا

أى رائحة نتدثربها فتورق احلامنا وشهيتنا نحو الحياة..أى ذكريات تداعبنا فنعود إلى سيرتها الأولى وكأننا مازلنا نحياهابلامنغصات ..أى صور مازالت تعتلى الحائط  وتحدق في وجوهنا بمحبة الحالم وسلام الآمنين.



هى الخطوة الأولى بقدمين مرتجفتين نحو جدران البيت الساكن في أعماقنا وطفولتنا الفارغة من حلوى الأثرياء وعيشتهم الفارهة .

هذا البيت بألوانه القديمة قدم الراحلين واشيائهم المنثورة هنا وهناك ..مازالت تتشبث برائحتهم الطيبة واحلامهم البسيطة .وحنانهم الذى كان يغرقنا حتى انوفنا وبعضا من التباهي في طرقات المدينة المطلة على جبل ونيل وخضار أبى أن يفارقهم بل ويتوسطهما في غيرة شقية،منحتنا مشهدا رائعا لايتكرر الاقليلا، لاتنظره إلا في حضن الجنوب الحزين المائل إلى السمرة وطيبة الأرض الخصبة بسمارهاوحارسيها المتقدين بذكاء الأجداد.

أى رائحة تسكننا لحظات ..أبت أن تغادرنا بسهولة فاحتوتنا حتى النخاع. ولهجة تستحبها السنة لاتصمت الاعلى على صدق ووفاء يتمناه أهل العاصمة الغول ..الشارقة في بحار الغش والخداع واستحلال الآخر بكل ارتياح .

قدمين مرتجفتين ويدين تمسك بآخر سحابة رائحة الروح المختبئة في ثياب الراحلين وكل ماكانوا يعتنون به ويغلقونه بشغف ومفاتيح صدئة من جبال الصبر...تبقي منها خيط متسخ قليلا وبصمة مازالت تنام على اهدابه بسلام.

أتساءل:ترى هل حقيقة مايقولونه عن الروح أنها لاتغادر بيتها بعد انفصالها عن الحياة والجسد  ..الابعد أربعين يوما وايضا أنها تروح وتجئ لتزور سكان بيتها على حسب محبتهم لها وخاصة يوم الجمعة ؟

ترى هل مازالتما. ..ابي...امى. .تنتظران قدومى بكوب اللبن الصابح في وجه الصباح المروى بابتسامتكما وحنينا ينهمر من حضنكما المتقد بنار اللهفة لرؤيتى بعد بعاد غيرمتعمد؟

ابتاى. ..أى روح كنتما واى رائحة تسكنكما واى مداد منحتاه لى لااكتبكما!!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز