عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"طلعت باشا حرب " وشركاته !

"طلعت باشا حرب " وشركاته !

بقلم : د. حماد عبدالله

هذة المؤسسة العريقة التي أرتبطت في أذهان المصريين بالإقتصادي الوطني المصري " محمد طلعت حرب " وتمثاله الشهير بميدان طلعت حرب ( سليمان باشا سابقاً ) ، يشير إلى أهمية الرجل ودوره الوطني في حركة الإقتصاد الوطني التي أعقبت ثورة 1919 بالتحديد يوم 9 مارس عام 1919 حيث تفجرت ثورة شعب مصر ، مطالبة بعودة زعيم الأمة " سعد زغلول " من منفاه ، حيث صاحب هذة الثورة الشعبية ، ثورة من نوع أخر حيث طالب المثقفون المصريون في الصحافة بضرورة إيجاد بنك مصري ، يُضْعِفْ وينافس البنوك الأجنبية ، والتي لا تقل خطورة وجودها عن وجود قوات الإحتلال البريطاني وفى اليوم الخامس من ابريل عام 1920 صدر مرسوم من السلطان ( أحمد فؤاد الأول ) قبل أن يتوج ملك للبلاد " بناء على العقد الإبتدائي المحرر بين بعض من رعايا الحكومة المصرية وهم " أحمد باشا مدحت يكن " ، و يوسف " باشا " أصلان قطاوى ، و" محمد طلعت "بك"حرب و عبد العظيم "بك" المصري  ، وعبد الحميد " بك " البسيونى ، و " الطبيب " فؤاد سلطان" و إسكندر " أفندى " مسيحه  و عباس" أفندى " بسيونى  بأن يؤسسوا على ذمتهم وتحت مسئوليتهم في القطر المصري شركة مساهمة مصرية تدعى ( بنك مصر ) بحيث لا يترتب على هذا الترخيص أدنى مسئولية تعود في أية حالة من الأحوال على الحكومة ، وبشرط أن يتبع المذكورون في ذلك قوانين البلاد وعاداتها "



ورغم أن بنكاً أخر قد تأسس في يونيو عام 1899 سمي " بالبنك الاهلى المصري " سجل تجارى رقم (1) فى مصر ورغم هذه التسمية إلا أنه أنشىء أساساً من عناصر الرأسمالية الأوربية ، وأغلب الأسهم في أصل إنشاء البنك ُطرِحَت في السوق البريطانية رغم إشتراك بعض أغنياء مصر بشراء ما خصص لهم في أصول البنك ،ولقد ثبت أن البنك الاهلى المصري لم يكن مصريا إلا بالأسم ، حيث أستثمر البنك كل أمواله في ( لندن ) كما جاء في تقرير طويل نشر في الأهرام يوم 22 مايو 1907 ، حينما أصيبت البورصة الخديوية بأزمة إقتصادية شهيرة ، وتم تخفيض قيمة سهم البنك الأهلى لأدنى حد ، مدعيين بأن البنك شبه مفلس ، وكان يمكنه أن يحول الأموال من إنجلترا ويستثمرها في مصر ، وهذا ما لم يحدث ، وبالتالي البنوك الأجنبية الأخرى العاملة في مصر ، لذلك جاء إنشاء "بنك مصر" ، " موازى لثورة الشعب في عام 1919 " ، رغبة في تحرير الإقتصاد الوطني ، ورغم أن البنك قد تم إنشاؤه وسط هذا الخضم  من ( الحيتان ) المالية الأجنبية ، إلا أن " محمد طلعت بك حرب " ، بتوليه العضو المنتدب للبنك ، ورؤيته ، وسعية لإنشاء قاعدة إقتصادية في البلاد ، من مصانع إلى شركات خدمية مثل مصر للطيران إلى شركات في صناعة السينما ومئات من الشركات الناجحة والتي تحمل جميعها أسم شركة مصر !!

إلا أن الرعب الذي صاحب إنشاء هذا البنك عند المصريين ، عبر عنه الأستاذ توفيق دياب صاحب ( مجلة اللمحات ) في مقال أقتطع منها هذه الفقرة المعبرة " كم من نهضات لرجالنا إنتهت إلى رقدات  ، كم طرنا إلى السماء ، أملا ، ثم هدينا إلى الأرض عملا ، كم تمخضنا فلم نلد ، وطلبنا بوعود رجالنا القادرين فلم نجد ،

( كم من مشروع إحتفلنا بميلاده يوماً وبدفنه في غده ، لذلك حق لي أن أخاف ) أنتهي حديث الكاتب ومازال بنك مصر قائماً وشامخاَ ، ولكن الشركات حسبنا الله ونعم الوكيل !!

 

   Hammad [email protected]    

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز