عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التصالح مع الزمان

التصالح مع الزمان

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

تتعدد أسباب وبواطن الخوف ، ولكن أشدها على الإطلاق ، الخوف الذي يتحول إلى "فوبيا" تُسيطر على العقل والفكر ، وأكبر خوف يخشى منه الإنسان ، هو الخوف من الزمان ، الذي يسرق كل شيء ، فهو يمنح ما يريد ، ويمنع ما يشاء ، فالزمان يملك الخوف والأمان ، ولكن من يخشى الزمان ، لن يستطيع أن يحيـا فيه ويتعايشه ، فالزمان بإيجابياته وسلبياته ، هو أمر واقع مفروض علينا ، ويجب أن نُصادقه ولا نخشاه ، وللأسف ، نحن ندور في بؤرته وداخل دائرته ، وفوبيا الخوف منه تكاد تكون غير منطقية .



فالخوف من أي شيء ربما يكون فيه شيء من المنطق ؛ لأننا يمكننا أن نبتر هذا الشيء من حياتنا ، ولكن كيف لنا أن نبتر حياتنا من حياتنا ، فالزمان هو أيام حياتنا ، هو من نحيا فيه وبه ، فالبعض يخشى مرور الأيام ، والبعض الآخر يخشى غدر الزمان ، وآخرون يخشون من تبعات الحياة ، وهكذا تتعدد صور الخوف من الزمان ، ولكن هل بخوفنا هذا تجنبنا أي شيء ، مهما كانت قوته أو بساطته ؟! فالزمان يحتاج إلى المواجهة والصمود ، والقدرة على التواجد على أرضه ، وهذا لن يحدث إلا بالتصالح مع النفس ومع الحياة ، ورغم أن الكثيرين يرددون دائمًا تعبير أن الإنسان مُسَيَّر وليس مُخَيَّرًا ، فأظن أنه ليس هكذا دائمًا على الإطلاق ، فأحيانًا يستطيع الإنسان أن يختار ، حتى لو كان ليس بإمكانه أن يختار سوى طرد الخوف من قلبه ، فهذا الاختيار في حد ذاته كفيل بأن يضمن له أن يعيش مُخَيَّرًا طيلة عمره ؛ لأنه في هذه الحالة لن يخشى من الزمان ، ولن يعتبر نفسه ضحية اختيارات القدر .

فسواء تصالحنا عليه أم لا ، هي حياتنا التي لابد أن نتعايشها بمنتهى الرضا والقناعة ، وعلينا أن نقتل بداخلنا فوبيا الخوف منه ؛ لأن غدره مهما بلغت جسامته ، فهو نابع من خوفنا واضطراب أعصابنا ، فتقبل الواقع والتصالح معه يمنع الشعور بغدر الزمان ، والرضا بالقضاء والقدر ، يقتل الخوف من الزمان ،  ومن يريد أن يعيش في أمان لابد أن يتصالح مع الزمان .

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز