عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دواعش شبابية

دواعش شبابية

بقلم : طارق العكاري

نُطالع أسبوعياً حادثاً إرهابياً في بلد ما، فمن سيناء الحبيبة لباريس بلد الفن والثقافة لبروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وأمريكا وانجلترا وإلى أخر بلاد العالم حتى تركيا حاضنة الارهاب. والقائم المشترك في الحوادث هو أن جميع منفذي هذه العمليات الارهابية من الشباب المسلم. وتمت السيطرة على عقولهم بحجة الإسلام والإسلام منهم برئ. في التسعينات عندما ضرب الارهاب مصر وحادث المتحف الشهير بالأقصر، كان منفذي هذا العمل الإرهابي من الشباب أيضاً وكان المحللون يعزون قياهم بهذه الأفعال كرد فعل لليأس والإحباط والحالة الأقتصادية وقهر أمن الدولة لأهلهم والجهل والتعليم السئ. فإذا بنا نفاجأ في معظم الأحداث الإرهابية التي تمت في اوروبا بمنفذيها من الشباب من حائزي جنسيات أوروبية مختلفة ومن متعلميها وقد تربوا وترعرعوا فيها، فمن المفترض ألا يوجد يأس أو احباط أو أمن دولة قاهرة. فكيف يُستقطب هؤلاء الشباب؟ كيف لشاب ذو اثنان وعشرون عاماً يعمل ضابطاً في جهاز شرطة (تركيا) ذو مكانة اجتماعية ومرتب مجزي ومستقبل واعد، كيف لهذا الولد أن يقدم على إطلاق النار على السفير الروسي بهذا الدم البارد وهو على علم بأنه إما سيُقتل أو يُعدم؟ كيف يكون مُقتنعاً بأن هذا ما أوصانا به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين؟ حتى لو صدقنا نظرية المؤامرة بأن هذا الشاب منفذ لمخطط استخباراتي لحل أزمة سوريا لمصلحة روسيا. فكيف تم إقناعه بأنه يقوم بعملاً دينياً وجهادياً والجنة في إنتظاره. فهو في هذا المخطط ترس حقير في مجموعة تروس كبيرة أكثر حقارة وهو ليس من شأنه أن يعرف الهدف الرئيسي من عملية مثل هذه. كيف لصلاح عبد السلام القائم بعملية بروكسل ان يقتل مدنيين بهذا الدم البارد؟ فهل هو أيضاً ترس صغير في مجموعة تروس كبيرة لتفكيك الاتحاد الأوروبي حيث اللاحدود بين الدول؟ فهل تستطيع الدول الفقيرة في أوروبا أن تلتزم بالاجراءات الأمنية في ظل ضرب الارهاب لباطنها؟



كيف يستطيع شاب أن يستقل سيارة مليئة بالمتفجرات ويدخل بها كمين خير أجناد الأرض في سيناء ليفجر نفسه بها ويعلم وهو يضغط على دواسة البنزين انه يضغط على زر إنهاء العمر؟ المؤامرة هنا مختلفة فهذا الشاب ترس حقير في مؤامرة للدفاع عن مكتسبات من يتاجرون في المخدرات والانفاق والاعضاء البشرية. فالاعمال الغير مشروعة موجودة في سيناء منذ عهد مبارك على مرئى ومسمع من الجميع. هل يقبل هذا الشاب بتنمية سيناء وعمل مصانع ليصبح موظفاً بأحدهم بخمسة آلاف جنيهاً شهرياً؟ الإجابة "داعش وبيت المقدس" لا قاطعة، فمن تعود على مئات الآلاف من الجنيهات شهرياً من أعمال يراها مشروعة لن يقبل أن يعمل بمصنع بخمسة آلاف جنيه.

مما سبق نستنتج أن كل عملية إرهابية لها هدفها الغير معلن وليس نصرة الاسلام كما يزعمون. فالتنظيمات الارهابية ما هي إلا إدارة التنفيذ في شركات المؤامرات والادارات العليا لهذه الشركات هي من يضع الاستراتيجيات والمهمة والرؤية. فكم سمعنا عن تورط أوباما وهيلاري في إنشاء داعش. أليس غريباً أن تتكاتل كل هذه الطائرات بكل ما أتانا ربنا من علوم تكنولوجيا المعلومات على داعش ويظل فناء التنظيم معلق لسنوات رغم البث التليفزيوني الحي للاحداث ورغم البيانات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. نفس غرابة ما حدث في 11 سبتمبر فهو أمر لا يمكن حدوثه في أنظمة الدفاع الجوي ببلاد أقل تقدماً في التسليح بمراحل، فأن تُترك طائرة تطير لمدة ثمانية عشرة دقيقة خارج الممر المخصص لها وأقل من الارتقاع المحدد لها وهي طائرة ركاب تفتقر للمناورة فهو أمر مضحك. المأساة تتكرر وتتكرر ونحن نصدق ونصدق ونصدق من يبيع لنا وهم أسلحة الدمار الشامل في العراق ومن يحاول احتلالنا بأفكاره.

الاستقطاب والتنويم الديني ليس شرطاً أن من يتم استقطابه يكون يائساً أو مقهوراً ففي الاساس هو ضعيف العقيدة والشخصية حتى يتم تغييب عقله واحتلال وجدانه لهذه الدرجة. في الأساس هو لم يتلق تعاليم دينية بشكل أو بأخر منذ الصغر. فأصبح عُرضه لمن اتخذوا الدين مظهراً لتنفيذ مؤامراتهم. نتحدث دائماً عن التعليم وسوء التعليم في بلادنا والفارق بيننا وبين البلاد المتقدمة ذوات مستويات التعليم المنشودة والتي تُخرج دواعشاً أيضاً.لا يزال الدين مادة خارج المجموع في بلادنا وبلاد العم سام. إن تعليم الدين أهم من تعليم الأحياء والرياضة يا سادة. فالدين هو الأساس والعقيدة الراسخة هى الملاذ الوحيد لتقييد تدعيش الشباب.     

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز