عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الراقصون على الدماء

الراقصون على الدماء

بقلم : محمد رزق

استيقظ المصريون صبيحة يوم الاحد على حادث ماساوى اليم ضرب قلب ووجدان الامه اصبها فى مقتل بعد ان فجر  انتحارى غادر جسده الملعون فى جموع العابدين المصلين الامنين فى محارب كنيستهم الكنيسة البطرسيه بالعباسيه تطايرات الاشلاء وتناثرت دماء الابرياء من النساء والاطفال ممن وضعهم  قدرهم فى مرمى هذا الجسد اللعين المفخخ الجبان فى جريمة نكراء يندى لها الجبين وجلا وخجلا.



جريمة هزت ضمير الامه بمكونها التاريخى ونسيجها الابدى ضاعف من بشاعتها رمزية المكان ودلالته فالكنيسة البطرسيه تقع ضمن محيط الكاتدرائية المرقسية بما لها من مكانة فى قلوب المصريين المسلمين قبل المسيحين فهى رمزا للكنسية المصريه بمواقفها التاريخيه الثابته والراسخه تجاه كل المحن التى تعرضت لها مصر على مدار تاريخها الطويل على ايدى الغزاة والمحتلين قديما او على ايدى عملائهم الجدد حديثا دائما كانت الكنسيه الوطنيه المصريه حائط صد قوى للمتربصين بالوطن ووحدته وتماسكه.

لم ينسى خفافيش الظلام ورعاتهم الموقف الراسخ الذى جسدته الكنيسة المصريه من خططهم الجهنمية لابتلاع الوطن وتحويلة الى امارة متطرفه على ايدى جماعة الاخوان الارهابيه فى عام حكمهم الاسود لم ينسى هؤلاء العملاء موقف الكنسية المساند والدعم لثورة وارادة الشعب  فى 30 يونيو باعتبارها جزء لا يتجزء من هذه الامة مصيرهم واحد وهدفهم مشترك وهو الحفاظ على وحدة وهوية مصر وتاريخها الثقافى والحضارى الممتد عبرالالف السنين.

لم يكفى هؤلاء المسفدون فى الارض ما اقترفوه من اعمال اجراميه على مدار السنوات الثلاث الماضيه من استهداف مباشرلابناء الجيش والشرطة وهم يدافعون على امن واستقرار الوطن  لم يكفهم نهر الدماء الذى شرب منه كل بيت فى بر مصر بل ارادوا فى محاولة يائسة وبائسه شق الصف وزرع الفتنة بين شركاء الوطن باستهداف كنيستهم وهم يصلون.

لكن ومع وضوح الرؤية والهدف من تلك العمليات الاجراميه الجبانه  الا ان هناك من يريد ان يتراقص على دماء الشهداء ويحقق اقصى استفادة ممكنه من هذا الحادث الاليم فى مشهد متبذل ورخيص لا يصدر الا عن نفوس ضعيفه او مريضه فقد ذهب البعض الى تصوير ما يحدث باعتباره نوع من انواع الاضهاد الدينى والعنصريه الذى يمارس على الاقباط فى مصر ناسيا او متناسيا ان من خطط ونفذ عملية الكنسيه البطرسيه ضد المصلين يوم الاحد هو نفسه من خطط ونفذ عملية محيط مسجد السلام بالهرم يوم الجمعه هو نفسه من استهداف الطريق الدولى فى نفس اليوم بكفرالشيخ هو نفسه من يقتل ويفجر بشكل شبه يومى كمائن الجيش والشرطة فى سيناء هو نفسه من يترصد ويغتال قيادات امنيه وقضائيه بلا وزاع او ضمير هى حرب مفتوحه اعلنتها جماعات ارهابيه لا دين لها الكل فيها عندهم مستباح.

لا يوجد دولة فى العالم ينال من ابنائها الارهاب نهارا وينال من عقولها نجوم التوك شو ليلا ارهاب يقتل بالنهارونجوم التوك شو عبر الفضائيات يكملون المهمة بقصد او بدون قصد افتراء وتضليلا ومتاجرة رخصية بدماء الابرياء والهدف واحد هو ضياع تلك الامة وتفتيتها  وبذلك يتحقق الهدف الاسمى من وراء كل تلك المخططات وهو سقوط الدولة.

لا يوجد مجتمع بمناى عن الارهاب رايناه يضرب فى قلب اوروبا فرنسا والنمسا وبلجيكا وفى قلب الولايات المتحده الامريكيه هى حروب جديده باسم الاسلام والدين والدين والاسلام منها برىءهى حروب بالوكاله تخطط لها اجهزة مخابراتيه كبرى وتنفذ بايدى مغيبين او مغرر بهم باسم الدين ولم نرى من يخرج من تلك الدول سواء اعلام او نشطاء ويتهم الدولة بالتقصير او يتهم فئة اوجهة او مؤسسه فى المجتمع بانها وراء هذا التعصب او التطرف.

على الجميع ان يتحمل مسئؤلياته ساعة العسرة فالحرية تعنى المسؤلية لان التوقيت بالغ الدقه والحساسيه والحكمة تقتضى  الحيطة والحذر فى نقل وتحليل تلك الاحداث  حتى لا يتراقص على جسد هذه الامه اعدائها .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز