عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من النظرة الأولى

من النظرة الأولى

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

 



سواء كنت تتقدم بطلب للحصول على وظيفة، أو تلتقى بعملاء جدد في عملك ، أو كنت تسعى للتعارف أوتبحث عن الزواج، هل تتذكر موقف أو أكثر قررت فيه قبول شخص أو رفضه ؟ هل حكمت علي شخص من أول لقاء فى أول مرة  قابلته فيها؟ هل حدث ذلك معك شخصياً ؟ ربما قد حدث ذلك بالفعلنتيجة ما يطلق عليه "الانطباع الأول"خاصة عندما لا تتاح أي فرصة أخرى لرسم صورة أفضل ...

في الحقيقة يوجد نوع من التحيز في شخصية كل فرد ولذلك عندما يراك الآخرون لأول مرة فسوف يطلقون عليك الأحكام تبعاً لتحيزاتهم وتصوراتهم المسبقة ، حتى قبل أن يمنحوا أنفسهم الفرصة الكافية لمعرفة حقيقتك بمرور الزمن، فإذا تمكنت من التأثير عليهم في البداية لتكوين انطباعات صادقة عنك فإنك بذلك تساعدهم و تساعد نفسك..

ولكن كيف يشكل الناس انطباعهم الأول؟ وما هي العوامل التي تؤثر في ذلك؟ وكيف يمكن أن نشكل انطباعاً جيداً عند الناس من أول مرة نلقاهم فيها؟ لا بد أن هذه الأسئلة والكثير غيرها تتزاحم الآن في ذهنك عزيزى القارىء حول النجاح في تكوين انطباع أولي جيد عند الآخرين.

وفي أي مجال مهما كان، فإن الحاضرين سوف يقيمونك قبل أن تتفوه بكلمة واحدةحين تدخل إليهم، من حيث : طريقة دخولك، وملابسك، ثم نبرة صوتك وحدته، والطريقة التي تحرك بها يديك وتحريك ذراعيك، كل ذلك يضاف إلى الإحساس الأولي الذي يكونه الحضور عنك،

ولذلك إذا أردت أن تلقى آراءك قبولاً، ويثق الحاضرون بخبرتك، ومقدرتك، وأن يهتموابما تقول، فلا بد أن تهتمبالعناصر التالية (لأنها فعلاً مهمة):

أولاً: ما لا يقال أهم مما يقال:

إن الرسائل التي يرسلها المتحدث عبر حركاته وسكناته، ونبرة صوته، وملابسه، قد تكون في كثير من الأحيان أكثر فاعلية من الكلام الذي يتفوه به بالرغم من قيمته، فقد بينت الدراسات أن الحضور ينتبهون لنبرة الصوت وحركات الجسم أكثر من انتباههم للكلام ، وهناك دراسة شهيرة أجريت فىجامعة "هارفارد"كانت نتائجها هي أن الاهتمام الذي يصرفه المستمعون للمتحدث يتوزع بالنسب التالية: 7% للكلام، 38 % لنبرة الصوت، 55 % لحركات الجسم.

ثانياً : الانطباع الجيد يتكون من النظرة الأولى:

إن الانطباع الأول هو ما يعطي صورة واضحة في أذهان الآخرين عنك فمثلاً ليس من اللائق أبداً أن تصلح هندامك أوملابسك أمام الناس، ومن الأفضل أن تفعل ذلك منفرداً قبل أن تدخل عليهم، فهناك أشياء أخرى يجب أن توليها الاهتمام بعد أن تصبح بين الحاضرين، مثل الطريقة التي تجلس بها والتى تعني هنا الكثير، وهل أنت تقف بشكل جيد..الخ

وهناك أمر آخر، وهي أن تتجه بنظرك إلى الحضور، فإنه أفضل من النظر إلى أرض الغرفة، أو إلى الخارج من خلال النافذة. كما أن الوقت من العناصر المهمة جداً لعمل انطباع جيد، ومن أولويات النجاح في أي أمر أن تكون ملتزماً بالوقت دائماً، فعندما تصل متأخراً فإن ذلك يوحي بأنك غير مهتم.

ولا تنسَ أن تبادر الآخرين بالسلام والتحية، عرّف نفسك، وصافح الحاضرين إذا كان الوضع يسمح لك بذلك.

ثالثاً: لا تغفل أهم مفتاح.. !

العامل الأول من عوامل نجاح الشخصية لدى كثير من الناس والذي يمكنك التأكد من فاعليته قبل أي لقاء مهم هو "الملابس"، فالملابس تعني الكثير في تكوين الانطباع عند الآخرين وهي رسائل تعريف بشخصيتك، والملابس تعبر عنك وتترجم أفكارك ونظرتك للحياة.

رابعاً: صوتك هو سر جاذبيتك.. !

هل تعلم أن نبرة صوتك ولهجتك، ووضوح صوتك، كل ذلك تقنيات تضيف مؤثرات لما تريد قوله، وتجعل تأثير آرائك أكبر، خاصةإذا كانالمجتمع متعدد الثقافات وتتعدد فيه اللهجات ، فمن المهم أن يكون كلامك مفهوماً للجميع، تحدثبهدوء ليكون كلامك واضحاً ، أضف إلى كلامك شيئاً من مشاعرك، فهذا سيعطي أفضل انطباع ويجعل الآخرين يرحبون بك بينهم ويفسحون لك المجال لتتوجه نحو هدفك.

وأخيراً..على أي حالرغم اعترافي بأن طريقة تكوين الانطباعات الأولى لدى الآخرين ليست جميعها خاطئة أو صحيحة ، إلا أنني أرى أنه فى جميع الأحوال يجب عليكعزيزى القارئأنتترك إنطباعاً جيداً لمن يعاملك لأول مرة ، فالمعامله الحسنة أمر مطلوب ،لأن الدين المعاملة.

د. أحمد عيسى عبدالله

استشارى ادارة الموارد البشرية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز