عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محطة ( الكمين ) السرى!

محطة ( الكمين ) السرى!

بقلم : جورج أنسي

لا أعرف لماذا تذكرت الآن تلك النكتة الساخرة التى تم تداولها فى أعقاب حرب الايام الستة عام ١٩٦٧ ، والتى كانت تتحدث عن كمسارى اتوبيس كان ينادى دائمًا عندما يصل الى محطة بعينها قائلا :( اللى نازل محطة " المطار السرى " يستعد على الباب )!!



ربما تذكرتها الآن بسبب زيادة (الكمائن) التى تقوم بها الشرطة فى أماكن محددة محفوظة بالنسبة لجميع قائدى السيارات ..الصالحون منهم والطالحون ...الاخيار والأشرار على السواء ، وما ينتج عن ذلك من تعطل للمرور فى محاور مهمة من عاصمتنا الحبيبة !

الطريف فى أمر هذة الكمائن ان الجمهور المستهدف ضبطه سواء كمخالف لقواعد المرور او من يشكل خطورة على أمن الوطن وسلامة رجال الشرطة يكون هو الرابح الأعظم من اصطفاف طوابير من السيارات انتظارا لفرج ربنا - حتى لو كان حديث العهد بهذة الأماكن - لأن الزحمة التى يقدمها الكمين لمسافة اكثر من كيلو ، تضمن لأولئك الخطيرين على الأمن .. الفرار و (الزوغان) من قبضة رجال الشرطة او على اقل تقدير تنفيذ عملية ارهابية تذهب بارواح عدد لابأس به من المواطنين الأبرياء ورجال الشرطة الشرفاء فى هذا الكمين.

ولطالما عاينت العجب فى هذة الكمائن التى لم تتغير بفعل الزمن او الظروف وربما استمر بعضها فى نفس الأماكن وبنفس الوجوه لعام او عامين ليصبح عملها أشبه بالروتين اليومى دون فحص او تمحيص، والأعجب ان السيارات المثيرة للجدل والاشتباه - كأن تكون بلا لوحات معدنية مثلًا او ما شابه ذلك - هى الفائز بالمرور بسلاسة ويسر بينما يتم توقيف شخص لمجرد عدم ارتدائه حزام الأمان وهو مايضره شخصيًا اكثر ما يضر وطن وبشر (آمنين) !!

ما أقوله لايعنى دعوة لالغاء الكمائن ، لكنها مجرد مشاركة فى التفكير بصوت مسموع لإعادة نصب هذة الكمائن سواء بإعادة توزيعها وتغيير أماكنها بصورة دورية او إخفائها كما هو متبع فى دول عديدة ؛ فالنجاح الحقيقى للشرطة - فى تلك الدول- انها موجودة ولكنك لا تشعر بوجودها وفى لحظات تجدها أمامك اذا ما اقتضت الحاجة لوجودها ، لكن ان تظل القناعة بتلك الكمائن التقليدية .. فإن ذلك يعنى مزيدًا من اهدار الطاقات والارواح بل وزيادة فى اللعنات التى تنصب على روؤس كل من يعطل مصالح الغالبية من المواطنين الشرفاء ، حتى انه يتسرب أحيانا إحساس الى نفوس قائدى السيارات ان وجود الشرطة ورجال المرور يعرقل السير ويزيد من الازدحام وهو ما لانرضاه لهم ولنا !.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز