عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
آسفة ..تأخرت فى عزائى..!!

آسفة ..تأخرت فى عزائى..!!

بقلم : حنان خيري

من الطبيعى عندما يرحل عن حياتنا ويفارقنا إنسان عزيز فنحزن من قلوبنا على فراقه ونظل نتحدث عنه ونتذكره فى كل المواقف والمناسبات السارة التى تترك بصماتها الرائعة على نفوسنا ..هذا الشعور أنتابنى فى الشهور الماضية عندما وجدت من حولى يبحثون عن مناسبة تحمل عنوان للإحتفال بعيد "الإنسانية "وقال بعضهم يكون مثل الإحتفال بعيد "الحب" فسألتهم لماذا تقترحون هذه الإحتفالية ؟!!قالوا لان هذا اليوم سيحمل رحيقاً جميلاًلابد أن نستنشقه لكى يأتى الأمل بنوره من جديد ويغذى ما ضاع وشرخ بيننا !! وبعد أن سمعت هذه الآراء شعرت وتلمست من الكثيرين أنها مشاعر منقوصة مجروحة تبحث عن بصيص من النور لكسر الظلام القاتم الذى سكن نفوس الجميع والكراهية التى سعت بكل ما تملك لتحارب" الإنسانية "بكل معانيها وتأتى بأسلحتها النووية المدمرة لطرد الشئ الوحيد الفطرى الذى أنعم الله على الإنسان به ليكون النور الذى ينير به الحياة فى تعاملاته مع من يشبهه من البشر وهو "العطاء والصدق والإخلاص والضمير اليقظ والتسامح والعفو ومقابلة السيئة بالحسنة وحسن النوايا "كل هذه المعانى تعنى "الإنسانية" ولكن طمع الضغينة والظلم والفساد والمزايدات والتخوين ..أى كل معانى الكراهية التى ترتدى ثوباً أسود قميئاً مزعجاً للنظر وبالتالى قاتل للمشاعر وكاره لنفسه ولمن حوله سعى جاهداً لكى يحتل نفوس وقلوب الناس ويشوه نقيضه "الإنسانية "



ويلقى عليها مواد ناسفة لتحترق وتنفرد الأحقاد بالنفوس ..وهذا الصدق سكن نفسى وأقره عقلى تماماً من خلال ما سمعته وتردد أمامى من مشاعر تمتلئ بالضغينة والأتهامات القاسية بين الكثير من الناس الذين يتحدثون معى عن مشاكلهم وخلافاتهم مع بعضهم البعض ومع الأسف كلها أحاسيس متسلطة ومزعجة ومشحونة بالسلبية والكبرياء والأنانية ووقفت أمام كل هذه النماذج الكثيرة والمختلفة لكى يكون القدر مؤكداً على رحيل "الإنسانية" وكانت المفاجئة أن البعض يقول لي نريد تحديد يوم لزيارة "قبر الإنسانية"لنضع عليه صحبة ورد وندعو بالأمل لميلاده من جديد وهذا يؤكد أن مازال الأهل والأصدقاء الذين يؤمنون به يدعون لها بالرحمة ويسألوا الله سبحانه وتعالى بميلاد جديد يحمل داخل نفوسنا وعقولنا وقلوبنا أروع معانى الإنسانية التى رحلت ونحن نريد ميلاد جديد للنعمة التى فطرنا الله عليها من الصفاء والنقاء والعطاء والتواصل الصادق والشفافية ..آمين

وأقول إن مايحدث من حولنا من جثث ودماء وخلافات وتدمير وإنشقاقات داخل الأسرة الواحدة وفى العمل بين الزملاء والأصدقاء والأهل والجيران من معانى تحمل الخسة ولغة التآمر والضغينة والتشوية وكل الأساليب الغير سوية والمهينة للآخرين..

فهل فى ظل كل هذه الأجواء المشحونة بمشاعر لم ترضى الله ..سيكون بيننا الخير والرزق !!

فالله سبحانه وتعالى اعطانا أجمل المشاعر وبث الرحمة فى قلوبنا وخلقنا فى أجمل صورة وفطرنا على الخير والنقاء والحب والرحمة والتسامح وحس النوايا ..فكيف نشوة هذه النعم التى أنعم اللهه بها للإنسان وخصه عن كل المخلوقات ولكنه لم يرتضى بهذا !!واخيراً أقول أن الشعور الطيب الذى تحمله النفوس وتكنه القلوب أنه خبرة إنسانية متكاملة لانستطيع بثها بالدواء بل هو شعور ناتج عن طبيعة الفرد ونشأته وتطوير سلبياته وتبديلها بنعم الله ..وهنا الإنسان عندما يدرك معانى الإنسانية حين يتعامل مع من حوله فيكون لديه الخبرة أكثر من إبداعات عقل مفكر ونفس تتصارع وقلب كاره لايعرف سوى الأنانية ومحاربة من حوله فهنا لا يؤمن ولا يدرى ولا يشعر بأ معانى الإنسانية وأهمها العطاء والتسامح للجميع والإخلاص لمن حوله وعلينا أن نحارب بقلوبنا ونفوسنا وعقولنا النفوس الكارهة المريضة التى تهدم وتشكك فى من حولها ظلماً أو خطفاً لتدميرما يجمع بيننا ..ولهذا أكتب للإنسانية هذا النعى فى سطورى الباكية عليها !!وأسأل الله سبحانه وتعالى لميلادها من جديد..وهى ترتدى ثوبها الأبيض فى عيد الحب تسكن كل القلوب لتعمرها وتضيئها .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز