عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
24 قيراط

24 قيراط

بقلم : طارق العكاري

لو بحثنا في تفصيلات أرزاق الخالق سنجد أن الجميع حاصل على نفس الرزق، واستعين هنا بمقولة المبدع المرحوم حسين الشربيني في فيلم جري الوحوش "كله واخد 24 قيراط: اتنين صحة و خمسه رضا وعشره سعادة وتلاته فلوس واربعه حب ناس). فمن يتخيل أن الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أفضل فهو يريد فقط تغيير الأوزان النسبية للرزق ولكنه لن يزيدها أو ينقصها. وهذا مؤكد في الحديث القدسي أن لن ينالك منها إلا ما قسمته لك رضيت أم لم ترضى. نحن نعيش في مصرسبعه أيام في الأسبوع بينما الأمريكيون والأوروبيون يعيشون يومان فقط. فهم في العمل طوال اليوم بما فيهم ساعات الطريق إلى العمل (من ساعة إلى ساعة ونصف فقط للذهاب فقط أو العودة) ويرجع مسكنه في السابعة مساءً ليتناول وجة العشاء ثم ينام في العاشرة على الأكثر ليبدأ يومه التالي في الخامسة والنصف أو السادسة صباحاً. هذه هي الحياة في الدول المتقدمة ونحن نعيش نفس الحياه ولكن مع فارق الرزق فالطاقة المعطاه الينا من الخالق في القدره علي تحمل ساخافات المرور والزحام والشوارع وغيرها من المعاناة اليوميه وبعد كل هذا نجد لدينا طاقه للخروج والزيارات والمقاهى ونستيقظ في السابعه والنصف صباحاً لنذهب لاعمالنا ونذهب لزيارة والدينا ونأخذ أولادنا للتمارين والدروس. ، فالامريكيون لايمكن أن يجتمعوا بأصدقائهم على القهوة ويسهر حتى الواحدة صباحاً خلال ايام العمل ولا يمكنهم حتي استقبال تليفون طويل من صديق اثناء ساعات العمل.



من منا اليوم لم يقم بتخفيض المصروف اليومي والشهري على كافة مستويات المعيشة. فلو كانت المانيا وأمريكا تتصنتان على الحوارات بين الأزواج في مصر هذه الأيام لوجدوا جملة (عاوزين نخف المصروف) هي الجملة الأكثر مقالاً في البيوت المصرية. فمن اعتاد على السفر للخارج في الاجازات خفض رحلاته، ومن كان معتاد على شراء الشيكولاته الجالاكسي أصبح يشتري بيمبو ومن كان يأكل 4 سندوتشات فول وطعمية أصبح يأكل اثنان فقط. الجميع أصبح حريص في مصروفه وهو أمر – في رأيي – يوصف بالجيد ويجب الا يوصف بالأمر السئ. فالأمريكيون يبقون حارة في جميع طرقاتهم تسمى (car pool) تتميز في امكانيه السيرعليها بسرعة أعلى من باقي الحارات وغير مسموح بدخولها إلا للسيارات التي تحمل أكثر من شخص أو السيارات الكهربائية وهو حافز للمواطنين على الذهاب للعمل والعوده منه مجتمعين فى سياره واحده لتوفير الوقود وهو غير مدعوم للعلم. ويشترون الفاكهة بالعدد وليس بالكيلو، وهم شعوب متقدمة.عندما حدثت الأزمة المالية في 2008 جاءت الدراسة بأن من تأثر نفسياً بهذا التغيير الشديد في مستويات المعيشة والانفاق هم الأطفال وليسوا الشباب أو كبارالسن لأنهم معتادون على أن الحالة الأقتصادية قابلة للصعود والهبوط وهم متقبلون ذلك. هل القدره على التكيف مع اوضاع ماليه جديده رزق؟ الاجابه نعم قاطعه.

الاربعة وعشرون قيراط هم من توزيع العدل الحق، وليس لنا أن نزيد منهم أونُنقِص. فالادراك في بعض الاحيان نقمة وليست نعمة واصحاب المهن البسيطة الغير متعلمين ينعمون بضحك من القلب وتوكل على المولى عز وجل أكثر من اصحاب الأموال الذين يعانون من عدم النوم للتفكير في اموالهم.

الرضا والطموح مجتمعين من بنود الأربعة وعشرون قيراطاً. فأمرنا المولى عز وجل في حديثه القدسي أن نُرح أنفسنا من الهم بعد التدبير ولم يأمرنا أن نُرح أنفسنا فقط ولا نفكر ونستشير ونخطط للمستقبل لتحسين مستوياتنا. الحقيقة أننا عشنا بنصف الحديث فقط فأرحنا أنفسنا من الهم ثلاثين عاماً ولم يكن هناك من يرغمنا على كبح جماح أنفسنا متعمداً ولم نكن نعبأ بأسعار المحروقات والدعم. "السيبه" التي عشناها من وساطة وعدم تنفيذ للقانون "وكل واحد بيعمل اللى هو عايزه" جعلتنا شعب يعتبر سياسات ترشيد الانفاق الشخصي سُبًه في جبين الحكومة. فهل اليوم هو البداية لضبط النفس مع الوطن والتنعم برزق القدره على التكيف مع جديد الاوضاع؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز