عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" أزمة " فندق الكونتيننتال !!

" أزمة " فندق الكونتيننتال !!

بقلم : د. حماد عبدالله

هذا المبنى العملاق الذى كان يتناغم منذ بنائه على يد معمارى يوغسلافى عام 1889 بالقاهره مع ما حوله من مبانى تراثيه عظيمه ,أهمها على الاطلاق "مبنى دار الأوبرا المصرية " والتى أنشأها "الخديوى اسماعيل"متواكبه  مع إفتتاح قناه السويس عام 1868 , وكان هذا الميدان العظيم وسط مدينه القاهرة الخديوية , حيث إنتقلت كل (الملاهى والمسارح ودور السينما فيما بعد) من منطقه روض الفرج إلى وسط القاهرة الخديوية , (شارع عماد الدين ,والأزبكية) وضم الميدان أيضاً "مسرح بديعه مصابنى" وتوسط الميدان تمثال بديع للقائد العسكرى العظيم (إبراهيم باشا) ممتطياً حصانه ، ويطل على الميدان ، ويلتصق به ميدان العتبه الخضراء , بمبانيه العظيمه  مثل ( عمارة التورينج ) التى تشتهر (بالكرة الأرضية) أعلى المبنى ,وكذلك مبنى البوسطه , ومبنى (صندوق الدين) الذى إنشاته القوى الأستعمارية الدائنهة للحكومة المصرية ,ومحطه الترام المركزية  متعامده مع شارع "محمد على " الذى يقودنا إلى قلعه صلاح الدين (مقر الحكم )قبل إنتقال الإدارة إلى(ميدان لاظوغلى).



هكذا كانت المنطقة التى يقع فيها هذا المبنى العظيم (فندق الكونتيننتال ) مطلاً ومتناغماً مع ما حوله حيث يتربع فى ميدان الاوبرا ,ويحيطه شارع الملك فؤاد (26 يوليو) حالياً وشارع (عدلى باشا يكن ) من الجهه الاخرى .

ومن الصور التى فى حوزه التنسيق الحضارى ومن يهتم بأمر العاصمة ,ستجد أن تلك المنطقة كانت هى (قلب العاصمه )وهى الحائزة ضمن مبانى القاهرة على المركز الاول فى العالم تنسيقاً وجمالاً وإبهاراً ,ونظافه !!

وبالتالى فإن كل المحلات والمقاهى والمسارح وبيوت الأزياء العالمية ,كان لها مقراً ومركز فى القاهرة.

ومع مرور الزمن وحقبات من النسيان ,جاء المسرح القومى لكى يحتل جزء من حديقه الأزبكية ,وجاء مسرح العرائس أيضاً ،

وإذا بحريق يلتهم مبنى الأوبرا العظيم ,وللأسف الشديد حل محلها ,مبنى قميىء يستخدم كجراج متعدد الأدوار ,ولكى تصبح المصيبه ، " مصائب " ,هِدُمَ مبنى الكازينو (بديعه ) وسينما الأوبرا ,لكى يحل محلهم أسوء مبنى أو أسوأ عمارة فى التاريخ !! ,وهو المبنى الذى لا علاقه له بأيه مواصفات معمارية أو جمالية عباره عن تسعه أدوار بعرض الميدان ,كلها نوافذ تستخدم كمحلات مغلقة لبيع الخامات البنائية (وخاصة فى مجال الإضائة والكهرباء ) !! شيىء يتنافى تماماً مع الذوق العام ويصل إلى أن تخجل من وجوده أى بيئه عشوائية .

وإنهارت القيم الجمالية للميدان وخاصة بعد حريق القاهرة فى يناير سنه 1952,لكى يعاد البناء العشوائى فى الميدان مشمولاً بمبنى الفندق موضوع الندوة التى أقامتها شعبه العماره بنقابه المهندسين المصرية ,يوم الثلاثاء السابع من يناير الماضى ,ودعى الى الحديث فى هذه الندوة المهندس الاستشارى"محمد أبو سعده"رئيس جهاز التنسيق الحضارى والدكتور "أحمد عنان" (المهموم والدارس للمنطقة) والدكتور حسام البرمبلى ,أستاذ التراث المعمارى بجامعه عين شمس وإستشارى جهاز التنسيق الحضارى , وشارك فى الندوة كبار المخططين والمعماريين مثل الدكتور "ظريف" وغيرهم من المهتمين وكانت محصله النقاش ,بأن جهاز التنسيق الحضارى لاحول له ولا قوة , فالمالك لهذا الفندق حصل على ترخيص بالهدم, وهو مخالف للقوانين المنظمة للبناء طبقاً لقانون 119 لسنه 2008 ,وأصبح الفندق موضوع قومى مثار ، مثله مثل فندق "المريديان" ,والذى يحتل أهم موقع على جزيرة "منيل الروضه" ,والذى تم ببيعه فى غيبه من الضمير المصرى الوطنى ,وقام المستثمر بإهماله وتركه دون استخدام ,بل بلغ به التحدى لقوانين البلاد ,بأن أنشاء برج بجانبه ,لكى يستخدمه كفندق ,وترك المبنى التاريخى أيضاَ دون خدمه دون صيانة ,وأغلقه , وأصبح وسط القاهرة (مبنيان) عظيمان ,يمثلان فشل الادارة المصرية ويتهمان الوطنية المصرية بالإهمال والإستهتار فى حق الوطن.

مبنى الكونتيننتال (ملك شركة ايجوث) قطاع أعمال عام ,ومبنى المريديان (ملك مستثمر سعودى ) !!

وأنا ممن يرى فى هذيين المبنيين ,صوره كامله للخيانه , والخيابه المصرية, فبيدنا أن نعيد بنائهم وهدم الجراج الدخيل على ميدان الاوبرا ,وإعادة وسط القاهرة لماكانت  عليه بل أعظم مما كانت عليه والأمر أيضا يحتاج  إلى "إرادة سياسية" تصوروا !!

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز