عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
غلبت اصالح فى روحى عشان ما ترضى عليك!

غلبت اصالح فى روحى عشان ما ترضى عليك!

بقلم : د. حماد عبدالله

كل هذه الأحاسيس والمشاعر الجميلة ، والتشبيهات المستحيلة الحدوث إلا فى الأحلام الرومانسية ، والتى لا أعتقد أنها تعيش بيننا الأن إلا فى أساطير إذاعة الأغانى المصرية ، من خلال أغانى زمان .. فى البرنامج المتميز(إذاعة الأغانى).



ولعل وجه الإستغراب فى أن تكون مثل هذه المعانى لا تستخدم فى عصرنا الحالى السريع الحركة ، والمتقلب الأوضاع والمتغير فى "الأمزجة" ، هو تعبير أكيد عن إختفاء الصدق فى العلاقات الإنسانية ، ويظهر ذلك من خلال مبالغات شديدة فى الإحتفاء بعقد قران نراه على صفحات مجلات متخصصة للصور المسجلة فى حفلات الزواج وأعياد الميلاد وغيره من مناسبات ، وكثير من هذه الإحتفالات يعقبها بزمن بسيط أخبار على صفحات النميمة ، "وقائع الطلاق" ومن كثرة هذه الحالات إبتدع "المصريون المحدثون" بمناسبة الطلاق ، حفلات جديدة فيقال أننا مدعوون على حفلة طلاق (فقوس من فقوسه) !!

وأعتقد أن المجلات المتخصصة سوف تسجل لقطات السعادة التى تصاحب هذه الظاهرة المجتمعية الجديدة فى "مصر "ونرى "بعض السعادة وبعض الشماته "ولكن الشيىء الوحيد الذى قد تأكد إختفائه هو مشاعر الحب الصادق ، التى تغنى بها عبد الحليم حافظ ، وأم كلثوم ، وعبد الوهاب ، ونجاة ، وغيرهم فى تراثنا الفنى الرائع .

وقد إنعكست الحالة المزاجية المجتمعية على أداء فنانين وفنانات هذا العصر فنرى أن عيون بيروت ، أصبحت هى "الَّمتوَجهْ" على عرس الفن "المسمى بالطرب" أو المسمى "بالكليبات" أو المسمى "بالشبابيات" ،أو أى شيىء لا علاقه له بأى إحساس أو مشاعر إنسانية ، وكأن المؤدى أو المؤدية قد أخذت (شمة هيروين) أو (كورس بانجو) وكذلك المتلقين لهذا النوع من الأداء، فالحالة متكاملة بين (مؤدى ومتلقى ) !!

ولعل ذلك يذكرنى بهجوم قد حدث على سيدة الغناء العربى فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات حينما قام أحد الصحفيين ممن يفتقدوا الإحساس بغناء أم كلثوم (وهذا حق وليس فرض) إلا أن هذا الصحفى الكبير (الله يرحمه ) إتهم "غناء أم كلثوم" على أنه يشجع (الحشاشين) حيث كان "حفل أم كلثوم" فى أول خميس من كل شهر فى موسم الشتاء ،ومن الساعة العاشرة مساءاً يصدح صوتها على الهواء مباشرة من أحد دور دور السينما أو من مسرح الأزبكية ، وكانت الله يرحمها تفضل القاعة الكبرى لجامعة القاهرة ،إلى العالم العربى الذى يختلف فيه المتلقون (والسميعة) كل بطريقته ..

وكانت أهم طريقة للإنصات والإستماع والإستمتاع بأم كلثوم ، أن يجتمع الأصدقاء(بعض الأصدقاء بجانب الراديو،وفى حوزتهم(الجوزة)(والكراسى)(والمعسل )وتقريص(الحشيش) المحترم !!

وبين الدخان الأزرق ، وكلمات أحمد رامى وموسيقى رياض السنباطى وشدو أم كلثوم

"غلبت أصالح فى روحى .. عشان ما ترضى عليك "

إلى أن تصل بشدوها إلى ..

"وإزاى أقولك .. كنا زمان .. والماضى كان فى الغيب بكره

واللى إحنا فيه دلوقت كمان .. هيفوت علينا .. ولا ندرى ".

وهب كل محبى أم كلثوم وعلى رأسهم جمال عبد الناصر للدفاع عن القيمة ، وعن التراث المستقبلى (فى ذلك الوقت) عملاً لحساب اليوم .. فحتى الأن أسعدتنا على إختلاف الأعمار والأجيال ، والمهن والظروف ، كانت أسعد أيامنا وأفراح ليالينا ..حتى اليوم !!

   Hammad [email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز