عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنه النفق

إنه النفق

بقلم : سعاد عزيز

هناك مفارقة غريبة و ملفتة للنظر فيما يتعلق بالملف النووي الايراني بعد إبرام الاتفاق النووي في اواسط عام 2015، ذلك إنه وبعد أن کانت هناك في داخل إيران أصوات رافضة من جانب ليس تيار المرشد الاعلى للنظام فقط فحسب وانما المرشد الاعلى بحد ذاته من ذلك الاتفاق و نعته بمختلف النعوت السلبية، وهذا الموقف إستمر حتى إستلام الرئيس الامريکي الجديد ترامب لمسٶولياته، ذإ تغير موقف المرشد الاعلى و تياره بزاوية مقدارها208 درجة، بإتجاه التمسك بالاتفاق و مطالبة الامريکيين خصوصا بالالتزام ببنوده!



المفاوضات النووية بين مجموعة دول 5+1 و إيران و التي مرت بمراحل و فترات صعبة و عسيرة کان الطرف المتعنت و المراوغ فيها على الدوام، إيران، تمخضت و أسفرت عن النتيجة النهائية بعد أن صارت الاوضاع في إيران و بإعتراف قادة و مسٶولي النظام کارثية و لم تعد قابلة للتحمل ولاسيما من جانب الشعب الايراني، الذي کان قبل 6 أعوام من هذا الاتفاق قد إنتفض بوجه النظام بعنف وکاد أن يجعله في خبر کان لولا المواقف الدولية ولاسيما الامريکية منها الداعمة ضمنا لطهران، ولذلك فقد إنصاعت طهران و حتى إنها تغاضت عن 19 خطا أحمرا وضعه المرشد الاعلى في الاسبوع الاخير قبل التوقيع على الاتفاق.

هذا الاتفاق الذي لم يلاقي ترحيبا من جانب دول المنطقة وانما قوبل بالقلق و التوجس، کان ومنذ بداية الحملة الانتخابية لترامب هدفا له، ولئن تصور البعض من إن ذلك الموقف هو مجرد فورة إنتخابية ستنتهي و تنقضي مع إنتهاء الانتخابات، لکن الذي جرى هو إن ترامب و إدارته لايزالون مستمسکون بموقفهم و حتى إنهم يشددوا فيه وهو ماسبب و يسبب المزيد من القلق و التوجس في طهران الى الحد الذي صارت أصوات تيار المرشد و ليس غريمه ترتفع دفاعا عن التمسك بالاتفاق و دعوة و حث واشنطن على التمسك به.

المواقف التمويهية و الضبابية في داخل إيران من الاتفاق النووي و لعبة تبادل الادوار بين الجناحين الرئيسيين في الحکم، يبدو إن عهد ترامب سيسدل الستار عليها و سيدفع النظام کله ليتخندق في جبهة واحدة دفاعا عن الاتفاق، ولکن وفي نفس الوقت، وعلى الرغم من کل الذي قيل و يقال عن ترامب ولاسيما من حيث لمزه بالطيش و النزاقة، لکن لايبدو أبدا إنه سيتصرف بطريقة و اسلوب يصب في مصلحة طهران کما يأمل قادته و مسٶوليه، بل إن الذي يبدو هو إن إدارة ترامب وفي ظل سياسة التشدد و التضييق على طهران، ماضية في نفس الوقت قدما في التنسيق و تبادل وجهات النظر مع الدول الکبرى بهذا الصدد وخصوصا مع الروس، وعلى الاغلب فإن تلك الاصوات التي کانت تحذر من داخل النظام في طهران خلال الاعوام السابقة من توقيع الاتفاق النووي مع الدول الکبرى لإنه سيدخل النظام في نفق لاخروج منه بسلام أبدا، والذي يبدو واضحا لحد الان هو إن سياسة ترامب ستسير بهذا الاتجاه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز