عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"كافيه" و"قهوة متاتيا"!

"كافيه" و"قهوة متاتيا"!

بقلم : محمد نوار

في 2016 افتتح مهرجان كان السينمائي دورته 69، بفيلم "Café Society" أو "مجتمع المقهى" للمخرج وودي آلن، وبطل الفيلم يقوده طموحه للعمل في السينما بهوليوود ليعيش أجواء الحياة الأرستقراطية، ويندمج في مجتمع رواد المقاهي الفاخرة، ويمتلك بعد ذلك كافيه بنفس اسم الفيلم، ليكون ملتقى للأثرياء والمشاهير في نيويورك.



وفي مصر أصبح اسم الدلع للمقهى "الكافيه"، وقديماً كان يوجد مقهى يسمى "قهوة متاتيا" بميدان العتبة، واسم المقهى بنفس اسم المهندس الإيطالي "متاتيا" الذي صمم حديقة الأزبكية ودار الأوبرا القديمة التي احترقت، وخلفها كانت عمارة متاتيا التي أنشأها في 1872، في وقت كانت عمارات القاهرة قليلة، واعتبرت عمارة متاتيا أشهرها، وكان بها واحدة من أهم اللوكاندات "لوكاندة مصر"، ومقهى.

كان لمقهى متاتيا قيمة تاريخية، فمنه بدأ التحضير للثورة العرابية، وانطلقت منه دعوات الفكر والتنوير، وفيه أسس جمال الدين الأفغاني أول حزب سياسي "الحزب الوطني الحر"، ومن رواد المقهى الشيخ محمد عبده، وعبد الله النديم، وسعد زغلول، وأحمد شوقي، وعباس العقاد، والمازني.

لم يكن مقهى متاتيا مجرد مكان للتسلية وتناول المشروبات، بل مكان يجتمع فيه المفكرون والأدباء مع الناس فيوحد أفكارهم ونضالهم، تلك هى أهمية المكان الذي كان يضم كل فئات المجتمع.

أما نهاية المقهى فكانت بسبب زلزال 1992 الذي أحدث به بعض التصدعات، وفي 1999 تقرر هدم عمارة متاتيا الأثرية لإنشاء نفق الأزهر.

وبالعودة لأمريكا، يوجد في واشنطن عدد من الحانات يعود تاريخها للقرن 19، وتعتبر تلك الأماكن من مناطق الجذب السياحي للقادمين من الولايات المختلفة، ويتم وضعها ضمن أولويات قوائم الزيارات، فدرجة الاهتمام بها والتسويق لها جعلتها مزارات سياحية باعتبارها مباني تاريخية.
الفرق بين أمريكا ومصر، أن امريكا تهتم بالرموز التاريخية حتى لو كانت حانات وتجعلها مزارات سياحية، وأننا في مصر لا نهتم بالرموز التاريخية ومنها المباني مثل العمارة التي كانت تضم مقهى بكل ما يحمله من تراث أهملناه وكانت تمثله "قهوة متاتيا".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز