عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل يلبي الرئيس دعوة شباب سوهاج؟

هل يلبي الرئيس دعوة شباب سوهاج؟

بقلم : د. شريف درويش اللبان

كان لي عظيم الشرف أن أتعاون مع قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة سوهاج منذ حوالي 15 سنة كاملة في مجال الإشراف على الرسائل العلمية لدرجة أن تلميذي البِكري بالقسم د. عبد الباسط هاشم الذي أشرفتُ على رسالته للماجستير أصبح منذ سنوات مُدرسًا بعد حصوله على الدكتوراه من ألمانيا، وهو متقدمٌ الآن للجنة العلمية للحصول على ترقية أستاذ مساعد، وهو مُعَارٌ حاليًا للعمل في كلية الإعلام بجامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والتي يعمل أ.د. على عقلة نجادات عميدًا لها، وهو أيضًا أحد تلامذتي الذين أشرفت عليهم في رسالة الدكتوراه في كلية الإعلام جامعة القاهرة.



وتمضي السنواتُ سِرَاعًا لأذهبَ إلى سوهاج لأناقش رسالة أحدث تلامذتي هاني إبراهيم محمد السمان بقسم الإعلام بالجامعة العريقة الذي ترأسه الطموحة أ.د. عزة عبد العزيز عثمان، وقد أتاحت هذه المناقشة لي أن أذهب إلى سوهاج بعد سنواتٍ من البُعَاد. وكانت رحلة الذهاب بالقطار ممتعة إلى أبعد الحدود بعد ما رأيته من نظافة القطار الـ ViP المتجه من محطة مصر في التاسعة من مساء الإثنين قبل الماضي إلى الأقصر، ولم أشعر بطول المسافة نظرًا لانشغالي بكتابة مقالي الأسبوعي لصحيفة "البوابة"، والذي نُشر الأسبوع الماضي بعنوان: "كيمياء جديدة بين الرئيس والشباب"، علاوةً على مراجعة الرسالة التي سأناقشها ظهر اليوم التالي بجامعة سوهاج.

وعندما وصلت إلى محطة سوهاج في الساعة الرابعة إلا الرُبع فجرًا، وجدتُ محطةَ قطارٍ حديثة وحضارية، وعندما خرجنا أنا وتلامذتي الذين استقبلوني بالمحطة في هذا الوقت المبكر وجدتُ تطورًا لم أشاهده من قبل في ميدان الثقافة والنفق الحضاري وطريق الكورنيش الجديد والفنادق والمستشفيات والنظافة البادية في كلِ مكان، وعندما سألتُ المرافقين لي عن سر هذا التغيير والتطوير الذي شهدته المحافظة التي لم أكد أعرفُها، قالوا لي السر في محافظ سوهاج النشيط د.أيمن عبد المنعم الذي أحبَ المحافظة فأحبته وأخلص لها فأخلصت له لدرجة أن أهل سوهاج أطلقوا على المحافظ لقبًا عزيزًا غاليًا لا يمنحنونه إلا للمخلصين من غير أبناء المحافظة وهو لقب "د. أيمن السوهاجي".

ومن عجبٍ، فإنني وجدتُ السيارة تقفُ بنا أمامَ باخرةٍ في النيل على كورنيشٍ متسع، فاعتقدت أنها دعوة على الطعام، فشكرتُ المرافقين لي واعتذرت، فإذا بي أُفاجأ أن هذه الباخرة هى إحدى مستحدثات سوهاج في عهد المحافظ الجديد، وأنها ليست مطعمًا عائمًا بل فندقًا عائمًا وعلى مستوى عالٍ من الجودة، وأن هذا الفندق العائم ليس الوحيد بالمحافظة. وهنا عادت بى الذاكرة إلى عهودٍ ماضية لم يكن بسوهاج كل هذه الإمكانات الحضارية في الإقامة، وقتها كنا نناقش الرسالة في سوهاج ثم نذهب للإقامة في الأقصر حتى نعود إلى القاهرة في اليوم التالي عبر مطار الأقصر..!.

وفي صباح اليوم التالي وبعد ثلاث ساعات فقط من النوم المتقطع، ذهبتُ إلى القاعة الزجاجية بجامعة سوهاج لمناقشة رسالة الباحث هاني إبراهيم محمد السمان إبن العيساوية شرق، بصحبة أستاذتيْن جليلتيْن هما أ.د. عزة عبد العزيز عثمان رئيس قسم الإعلام بجامعة سوهاج وأ.د. أميمة محمد عُمران رئيس قسم الإعلام بجامعة أسيوط وإبنة سوهاج البارة. وقد فوجئت بأن القاعة ممتلئة عن آخرها بأهالي العيساوية شرق لحضور هذا العُرس الأكاديمي لابنهم البار، علاوة على أعضاء هيئة التدريس بقسم الإعلام: د. عادل صادق المشرف المشارك معي على الرسالة، ود. أحمد حسين ود. فاطمة الزهراء صالح الأستاذيْن المساعديْن بالقسم ود. مرزوق العالدلي المدرس بالقسم وأحد مرشحي انتخابات مجلس النواب في الانتخابات البرلمانية الماضية، علاوة على المدرسين المساعدين والمعيدين والباحثين، وهو ما استلزمَ مني كرئيسٍ للجنة المناقشة جهدًا كبيرًا لإدارة الجلسة وسط هذا الحضور الجماهيري غير المسبوق في مناقشةٍ علمية.

وفي المساء دعتني الزميلة العزيزة د. عزة عثمان رئيس قسم الإعلام والمستشار الإعلامي لمحافظ سوهاج إلى لقاءِ المحافظ بشبابِ المحافظة في جلسةِ مُكاشفة ومُصارحة بمناسبة مرور عاميْن على توليه شئون المحافظة، ومن حُسن الحظ أن هذا اللقاء كان في الباخرة نفسها التي أنزلُ فيها. وتشرفتُ بلقاء د. أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج الذي وجدته رجلاً دمثَ الخُلق، غيرَ مُتكلف، يُرَحِبُ بالصغير قبل الكبير، يُقيم وزنًا مُعتبرًا للعلمِ وأهلِه، مُحبًا ومُتواصلاً ومُتفاعلاً مع الشباب الذين حضرَ عددٌ كبيرٌ منهم اللقاء، وقدموا رؤاهم ومقترحاتهم لتطوير المحافظة ومواجهة بعض مشكلاتها.

وقد ألقيتُ كلمةً لم أرتب لها من وحي هذا اللقاء، حيث ذكرتُ أن الإنجازات التي تشهدها المحافظة بأيدي وسواعد شبابها جعلتني ظهر اليوم أقوم في مناقشة رسالة علمية بجامعة سوهاج أدعو باسمي واسم كل شاب ومواطن سوهاجي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة سوهاج وعقد الملتقى الشبابي الشهري بها في شهر مارس القادم، وهو ما نالَ استحسانًا وتصفيقًا من مئات الحاضرين للمناقشة، وذكرتُ في كلمتي أمام المحافظ أنني أكرر الدعوة من هنا للسيد الرئيس مرةً أخرى، وخاصةً أنني علمت أن سوهاج قدمت من دماء أبنائها تضحياتٍ عديدة للوطن على أرض سيناء الغالية في مواجهة الإرهاب الآثم الذي يستهدف كل مواطني هذا الوطن الحُر الأبي. كما أبديتُ مُقترحيْن لتطوير المحافظة أولهما تحويل قسم الإعلام بجامعة سوهاج إلى كليةٍ مستقلة للإعلام على أن يكون بها قسمٌ مستقل للإعلام السياحي تكون مهمته وضع سوهاج على الخريطة السياحية العالمية، وثانيهما إنشاء مدينة طبية حديثة ومتطورة تجعل من سوهاج قِبلةً لكلِ أهالي الصعيد من حلايب وشلاتين حتى بني سويف والوادي الجديد.

وبعد أن أنهيْتُ كلمتي أسر المحافظ في أذني، بأن المحافظة وشبابها يخططون بالفعل لعقد مؤتمر الشباب القادم في سوهاج وسيوجهون الدعوة للسيد الرئيس، وأنني سبقتهم بتوجيه هذه الدعوة. وبالفعل في نهاية اللقاء قام الشبابُ بعرضِ شِعَارِ الملتقى الشبابي وجدول فعالياته وندواته أمام الحاضرين، وقد أبهرني الشباب بأنهم وضعوا هذا التخطيط الجيد للملتقى بإمكاناتهم الذاتية.. فعلاً شباب مصر لا زالوا بخير.

سيادةَ الرئيس: شبابُ سوهاج يُنَادُونَك، وهو شبابٌ طَمُوحٌ يُحِبُ مِصْرَ ويَعْشَقُ تُرِابَهَا ويُقَدِرُ رَئيسَهَا.. شباب سوهاج في انتظار الرئيس.. فهل يلبي الرئيس دعوة شباب سوهاج؟.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز