عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تكتيكات أم تطورات باتجاه المواجهة؟

تكتيكات أم تطورات باتجاه المواجهة؟

بقلم : سعاد عزيز

لا یبدو أن المراقبين والمحللين السياسيون يميلون الى الاعتقاد بأن التطورات الدرامتيکية بين واشنطن و طهران، هي مجرد جعجعات إعلامية للإستهلاك لغايات محددة، خصوصا وإن هناك بوادر صراع على المصالح بين الطرفين، حيث إن طهران تسعى من أجل الحفاظ على مکتسباتها خلال عهد اوباما ولاسيما في العراق و سوريا و اليمن، في حين تسعى واشنطن لإعادة طهران وخصوصا في العراق الى المربع الاول و تستعيد هيبتها و موقعها في العراق بعد إسقاط نظام حکم الرئيس صدام حسين في عام 2003.



ما قد أکده نائب الرئيس الامريکي مايك بنس من إن إيران لاتزال تمثل تهديدا للأمن العالمي الى جانب الارهاب و التطرف خلال مشارکته في مٶتمر ميونخ للأمن و دعوته الى إستجابة قوية من الدول على تهديدات الخصوم الجدد و القدماء، لم تدع طهران هذه الاشارة الامريکية السلبية لها أن تمر بسلام، عندما بادرت للإعلان على لسان العميد محمد باکبور، قائد القوة البرية في الحرس الثوري الايراني الى إن إيران ستقوم بإجراء مناورات عسکرية أمريکية يوم الاثنين 20 شباط 2017، قائلا بإنها ستستمر لثلاثة أيام و سيتم في اليوم الاول إختبار صواريخ دقيقة حديثة في المنطقة الوسطى من البلاد وإنه سيتم في القسم الثاني من المناورات إستخدام طائرات بلا طيار و مروحيات، وهذا مايمکن إعتباره وفق المقاييس و الاعتبارات السياسية و العسکرية، تطورا دراماتيکيا بإتجاه التصعيد بين الطرفين.

إيران التي أعلنت على لسان مسٶوليها رفضها للتهديدات الامريکية و التي کان أبرزها ماقد نصح به بنس طهران بعدم إختبار عزم الولايات المتحدة و الرئيس دونالف ترامب، يظهر إنها تسعى للإستمرار في مسلسل التصعيد مع واشنطن وعدم إبداء أية ليونة أو تساهل(خصوصا في هذه الفترة)، لکن الذي يجب أن نلتفت إليه و نأخذه بنظر الاعتبار، هو إن طهران ليست في الفترة الحالية في موقف مناسب و مريح يتيح لها الاستمرار في هکذا لعبة بالغة الخطورة لايمکن لأحد أن يعرف عواقبها بالنسبة لإيران، خصوصا وإن رفسنجاني الذي کان يوصف بثعلب السياسة لما بعد الشاه، کان قد أکد في تغريدة له من إن هذا العصر هو عصر الحوار و ليس الصواريخ، والذي إستشف منه المراقبون الوضع غير المريح لإيران في مواجهتها المحتملة مع المجتمع الدولي عموما و الولايات المتحدة خصوصا.

إلقاء نظرة سريعة على المواقف السياسية و العسکرية للجمهورية الاسلامية الايرانية حيال الکثير من القضايا و الامور، يبين ثمة حقيقة بالغة الاهمية، وهي إن قادة و مسٶولي هذه الجمهورية يسعون جهد إمکانهم من أجل إستخدام کافة الخيارات الممکنة و المتاحة قبل أن ينقادوا و ينصاعوا للأمر الواقع، کما رأينا في الحرب الايرانية ـ العراقية و في المفاوضات النووية، واللتين شهدتها الکثير من التصريحات و المواقف النارية من جانب المسٶولين الايرانيين ولکن وبعد أن جد الجد و إستنفذوا إستخدام کافة الخيارات، فقد أعلنوا رضوخهم للأمر الواقع، کما إن هناك ثمة ملاحظة بالغة الافمية يجب أن نأخذها أيضا بنظر الاعتبار، وهي إن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد أکدت على الدوام من إن طهران لاتفهم أية لغة أو معيار للتعامل معها سوى لغة القوة و الحزم و الصرامة، ولهذا فإن العبرة في نهاية المطاف و ليس في هذه البدايات التي تغلب عليها الفعاليات و الانشطة ذات الطابع الاستعراضي!

[email protected]

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز